عبدالله صايل "درب الزلق".. 1977! درس العقود الثلاثة، وأكثر، ما استوعبوه! لو اصطفينا "حسينوه"، على سبيل الانتقاء لا الحصر، فما الموجود وما المفقود؟ "كركتر" + مرحلة + سلوك = كوميديا هذا هو الموجود أما عن المفقود فهو كل ما سوى هذه المعادلة الإغريقية الخالدة. وفضلاً، لا تجهدوا أنفسكم في التفتيش عن بدائل! لم يكن عبدالأمير التركي، مؤلف درب الزلق، في هذا العمل تحديداً يرغب في التنازل عن أي من أطراف المعادلة، وهذا ما جعل كل موهبة تمثيلية اجتمعت فيه تصدُق مع النص، المخرج والجمهور. أما الضحك، فكان مستنداً إلى مفارقة السلوك الإنساني عند "حسينوه" ومن حوله، ولم يُبنَ على الشكل فقط! بل جاء المظهر تكميلياً، لترجمة المرحلة وأزيائها، بيوتها، سيناريوهات العشق فيها، كهولها وشبابها.. وأحلام كل من فيها. رؤية الكوميديا البصَرية في "درب الزلق" لحمدي فريد، مخرج مصري عاش في الكويت، البلد التي لم يعرف كيف يغادرها سوى مجبر.. بفعل جيش صدّام! والموجع في القصة.. أنه لم يعرف كيف يبقى في مصر إلا راحلاً لجوار ربّه! حاول صناع ال"مصلصلات" الخليجية أن يكرروا التجربة في السنوات الأخيرة باستحضار تشبيهات.. وتجاوز البعض إلى فج الاستنساخ المباشر بعد زمن التلميحات! إلى درجة أن أحد المسلسلات الرمضانية المحلية قام ببث حلقة من مسلسل "درب الزلق" ضمن مشاهد كاملة، وكرر فكرة الحلقة الشهيرة التي يتناول الأبطال فيها طعاماً لا يخص الإنسان.. والباقي معلوم للجميع! الشاهد في كل هذا، أن أحداً لم يتشبث بالدرس الكوميدي ل "درب الزلق" سوى أصحابه الذين نقلوه للمسرح في تجارب لاحقة، ولفترات متباعدة. مكمن الصعوبة في تكرار تجارب تلفزيونية مشابهة، بعد الثوابت، مردود في المقام الأول لتوليفة الجمع بين الفنان عبدالحسين عبدالرضا وما تيسر من كبار. ورغم ما كرسه التباعد الزمني من تخليد النموذج.. إلا أنه أفسح المجال لأشباه العارفين! وكانت النتيجة... أن خسر الجميع، بدءاً من الكويت، ووصولاً إلى (آخرين) ممن سعوا لتلفزة الكوميديا بأنفاس قصيرة.. يسبقها دائماً.. ترَفُ اللهاث! قبل أن تنتهي بي المساحة، أذكر بأهمية المرحلة في الكوميديا الاجتماعية الحقيقية، وكيف تم تخليد مرحلة "التثمين" للبيوت القديمة مع قدوم الطفرة النفطية الأولى في الخليج، قارنوا هذا بالمعالجة والتدوين الدرامي الخاص بمرحلة الأسهم قبل سنوات قليلة، مثلاً، ولا تتفاءلوا كثيراً بالعثور على أكثر من.. قشور!