اعتدنا خلال العقود الماضية ومنذ بدء ظهور التلفزيون في دول الخليج على متابعة الدراما الكويتية وتحديداً «الأعمال الكوميدية» والتي حظيت بقبول واسع الانتشار خلال تلك الفترة، ولعل المشاهد يستغرب مما يعرض الآن خلال شهر رمضان من اعمال كويتية باهتة ومملة تخلو من طابع الفكاهة العفوية غير المصطنعة وفقدت حس الثنائيات الجميلة التي قدمها عمالقة الفن الكويتي في تلك الفترة (سعاد عبدالله، حياة الفهد)، (عبدالحسين عبدالرضا، خالد النفيسي) (سعد الفرج، عبدالمحسن النمش «أم عليوي»). ولا زال المشاهد الخليجي يتذكر المواقف وكلمات النصوص البسيطة المطروحة في أعمال تاريخية ك (درب الزلق، خالتي قماشة، رقية وسبيكة، بساط الفقر.. وغيرها من المسلسلات الكويتية اللامعة). الأعمال الكوميدية الكويتية المعروضة في الفضائيات خلال رمضان لم تحظى بالقبول الحسن ويبدو للمشاهد والناقد انها تعيش حالة من الفقر الدرامي سواء من حيث كتابة النصوص أو الممثلين... وجاء في مقدمة المسلسلات الكوميدية لهذا العام (موزه ولوزه) لإلهام الفضالة وهيا الشعيبي، (عماكور) لحسن البلام وعبدالناصر الدرويش، (العقيد شمة) لسعاد العلي، وهدى الخطيب، وهبه الدري، وغيرها من الأعمال التي تسعى جاهدة لدغدغة المشاهدين بالقوة والإصرار. من خلال ما عرض حتى الآن في شهر رمضان يمكننا أن نتساءل عن وضعية الدراما الكويتية وهل اعتماد بعض الفناني كداوود حسين على بعض «الاسكتشات» الخفيفة والتقليد لبعض الأعمال الفنية والإعلامية في الأعوام السابقة جاء انعكاساً على الحركة الفنية بالكويت؟ كما ويبدو أن الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا ابتعد هذا العام عن تقديم أعمال كوميدية واكتفاءه بالمسلسل الاجتماعي (الحب الكبير) لتؤكد وكدلالات واضحة على ضعف الكوميديا الكويتية.. ومحافظاً على تاريخه الفني من التشويه. المشاهد سأم من مسلسلات البكاء والصراخ الكويتية ولا يزال يبحث كل عام عن عمل درامي كوميدي يبعث في نفسه البهجة والضحك دون تهريج لأ يليق بتاريخ الدراما الكويتية وعلو كعبها على المستوى الخليجي!