أفاد تسجيل مصور لنشطاء وجماعة مراقبة مؤيدة للمعارضة امس بأن المعارضة المسلحة في سوريا التي تضم مقاتلين مرتبطين بالقاعدة سيطروا على مقر جهاز أمني في مدينة دير الزور في شرق سوريا بعد أيام من القتال الشديد. وأظهرت لقطات فيديو وضعت على الانترنت رجالا يحملون بنادق هجومية يهللون وهم يقفون خارج مبنى قالوا انه الفرع المحلي لوكالة المخابرات. وحمل بعض المقاتلين علما أسود عليه منطوق الشهادتين واسم جماعة جبهة النصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن مقاتلي المعارضة أطلقوا سراح السجناء من المبنى. وأضاف المرصد إن السيطرة على المبنى جاءت بعد اشتباكات عنيفة استمرت عدة أيام. وتابع أنه ليس لديه معلومات عن القتلى والجرحى. ولم يتضح متى تمت السيطرة على المبنى ولم يتسنّ التحقق من صحة تقارير داخل سوريا بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام المستقلة. وظهر أيضا في التسجيل المصور الذي وضع على الانترنت دبابات لحقت بها أعطاب على ما يبدو وغرفة فيها أسلحة. وقال المرصد امس إن القتال اندلع أيضا في بلدة رأس العين الشمالية على الحدود مع تركيا بين المعارضة وبين مقاتلين أكراد. ويخوض مسلحو المعارضة قتالا ضد مقاتلي وحدات الدفاع الشعبي الكردية على مدى ما يقرب من أسبوعين في المنطقة وقتل عشرات الأشخاص في العنف. وتسيطر المعارضة المسلحة على أراض في شمال وشرق سوريا لكنها فشلت في السيطرة على مدن رئيسية وهي غير منظمة ومنقسمة وسيئة التسليح مقارنة بالقوات الحكومية. على صعيد متصل عثر على 65 جثة على الاقل في حي يقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا، لشبان "اعدموا برصاصات في الرأس"، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود امس. وفيما اتهم مقاتلون معارضون في المكان النظام بقتلهم، قال مصدر امني انهم قتلوا "على ايدي مجموعات ارهابية". وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "تم انتشال 65 جثة على الاقل من نهر قويق في مدينة حلب وهم مكبلو الايدي بمعظمهم واعدموا برصاصات في الرأس". واشار المرصد الى ان ناشطين وعناصر في مجموعات مقاتلة معارضة في المنطقة يواصلون انتشال المزيد من الجثث. واوضح ان معظم الضحايا هم شبان في العشرينات. واكد ضابط في الجيش السوري الحر في المكان انه "تم انتشال 68 جثة حتى الآن من النهر". وقال الضابط الذي عرف عن نفسه باسم ابو صدى "بعضهم مجرد اطفال"، متهماً النظام "باعدامهم". وذكر ابو صدى ان الضحايا "مدنيون"، وانه يصعب التعرف عليهم بسبب اثر الرصاص على وجوههم. وذكر مصدر امني كبير في حلب ان "المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد أن الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر خطفتهم مجموعات ارهابية بتهمة الموالاة للنظام". واشار الى انه "تم تنفيذ حكم الاعدام بهم في حديقة طلائع البعث في حي بستان القصر الواقع تحت سيطرة" هذه المجموعات "ليل البارحة وإلقاء الجثث في النهر"، مشيرا الى ان "الارهابي حفص ابو اسلام التونسي الجنسية نفذ العملية". واتهم المصدر "المجموعات الارهابية" باستدعاء وسائل الاعلام هذا الصباح "وانتشال الجثث امامها من نهر قويق". واشار الى "معلومات اكيدة" مفادها ان "بين المقتولين اناسا تم خطفهم واهاليهم يعرفون بوجودهم لدى المجموعات الارهابية المسلحة وقد حاولوا التفاوض معهم اكثر من مرة". وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس 15 جثة تنقل في شاحنة. وقال احد المتطوعين الذين ساهموا في انتشال الجثث "لا نعرف من هم، انهم لا يحملون بطاقات هوية". وقال مقاتل في الجيش السوري الحر ابو انس وهو يتفحص جثة لفتى في الثانية عشرة مصاب في عنقه، "ليست المرة الاولى التي نعثر فيها على جثث، لكننا لم نعثر يوما على مثل هذا العدد". وفي شريط فيديو تم بثه على موقع "يوتيوب"، يمكن رؤية عشرات الجثث على ضفة نهر، مع آثار دماء من رؤوسهم. وتبدو جثثهم منتفخة على الارجح كونها كانت في المياه. ويرتدي عدد كبير من الضحايا سراويل جينز.