أطلقت الشرطة المصرية غازات مسيلة للدموع على عشرات من المحتجين الذين يرشقونها بالحجارة في القاهرة أمس لليوم الرابع من أعمال عنف أسفرت عن سقوط 41 قتيلا على الأقل في ما يعقد من التحديات السياسية التي تواجه الرئيس المصري محمد مرسي. وأدمى اشتباكات اندلعت في بورسعيد حيث سقط 32 قتيلا أمس الأول فقط والمصابين إلى 315 بعد حكم أصدرته محكمة باحالة أوراق 21 شخصا إلى المفتي تمهيدا لاعدامهم لضلوعهم في مذبحة استاد بورسعيد التي وقعت العام الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا. لكن الاحتجاجات اندلعت في شتى المدن المصرية منذ يوم الخميس بقيادة معارضين لمرسي وحلفائه الإسلاميين في الذكرى الثانية للانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 . ويقول معارضون إن مرسي خان أهداف الثورة. على صعيد آخر، قال مصدر عسكري مصري إن الجيش الثالث الميداني دفع بقوات إضافية ومدرعات ومركبات لشوارع السويس، لتأمين البنوك وشركات البترول ومستودعات البوتجاز وأماكن ومخازن السلع الإستراتيجية. وأضاف المصدر أنه تم إرسال دوريات إضافية من الشرطة العسكرية، وبدأت عملها، وتجوب شوارع المدينة لتأمين المحافظة وحياة المواطنين. الجيش المصري يسعى لتأمين مصالح المواطنين في السويس من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، إن عناصر التأمين التابعة للجيش الثالث الميداني قامت بالتحفظ على الأسلحة والمعدات الخاصة بمديرية أمن السويس، ونقلت 40 مسجونا من الموجودين بأقسام المدينة إلى أماكن مؤمنة تابعة للجيش. وأضاف أنه تجرى مطاردة باقي العناصر التي تم تهريبها من السجون، وتم القبض على 2 منهم وبحوزتهما كميات كبيرة من المخدرات. وأكد مصدر عسكري أن قوات الجيش الثالث أشرفت على نقل 39 مسجونا مصريا وآخر عربيا من أحد السجون بالسويس قبل اقتحامها، ووضعهم في أحد السجون المؤمنة التابعة للقوات المسلحة. وتابع المصدر أنهم تمكنوا من ضبط مسجونين هاربين بعد ساعة واحدة من هروبهما من قسم شرطة السويس، وأكد المصدر أن المساجين تم ضبطهم أثناء محاولتهم لسرقة نبات البانجو المخدر من مخازن مديرية الزراعة. ولفت المصدر إلى أن الجيش الثالث سيطر على 4 أقسام شرطة ومديرية أمن السويس التي حاصرها المتظاهرون وأشعلوا النيران بها. وأضاف أن عدداً من المجهولين تمكنوا من تهريب 36 مسجوناً في الأقسام الأربعة هي قسم شرطة السويس وعتاقة والأربعين والجناين بعد أن ترك الضباط الأقسام وفروا هاربين من البوابات الخلفية خوفا من بطش المجهولين الغاضبين. وأشار إلى أنه سيتم إخراج دوريات أمنية بالتنسيق مع جهاز الشرطة للقبض على هؤلاء الهاربين والمجهولين المتسببين في تهريبهم. ورغم أن الاشتباكات استمرت صباح أمس في القاهرة إلا أنه ليست هنك مؤشرات على الفور على تصعيد عنيف مثلما حدث في الأيام السابقة في العاصمة وفي محافظات أخرى. وتعقد أعمال العنف جهود مرسي - الذي تعرض لهجوم حاد العام الماضي إثر توسيع سلطاته واقرار دستور ذي صبغة إسلامية - لاصلاح الاقتصاد المتداعي وتهدئة التوترات لحد يسمح باجراء انتخابات برلمانية بسلاسة. ومن المتوقع ان تجري الانتخابات خلال الاشهر القليلة المقبلة وتهدف لتعزيز عملية التحول الديمقراطي التي شابها منذ البداية خلافات سياسية واشتباكات في الشوارع. وكشفت أعمال العنف عن انقسام في البلاد. ويتهم الليبراليون ومعارضون آخرون مرسي بعدم تنفيذ تعهداته الاقتصادية ويقولون إنه لم ينفذ تعهداته بأن يكون رئيسا لكل المصريين. ويقول مؤيدو مرسي إن معارضيه لا يحترمون الديمقراطية التي منحت مصر أول رئيس منتخب في انتخابات حرة. وذكرت جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي في بيان ان فاسدين ووسائل اعلام منحازة ضد الرئيس تؤجج الغضب في الشوارع. وقال محمد سامي أحد المحتجين في ميدان التحرير "حتى الآن لم يتحقق أي من أهداف الثورة. دماء المصريين تراق في الشوارع بسبب الاهمال والفساد ولأن جماعة الاخوان المسلمين تحكم مصر من أجل مصالحها." وعلى جسر قصر النيل يرشق شبان الشرطة بالحجارة والتي تطلق بدورها غازات مسيلة لاعادتهم إلى ميدان التحرير مهد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك. وأعلنت السفارتان الأمريكية والبريطانية في مصر إغلاق أبوابهما بسبب الظروف الأمنية في القاهرة. وقالت السفارة الأمريكية في بيان عبر موقعها الالكتروني على الانترنت إنها علقت تقديم الخدمات العامة بما فيها اصدار التأشيرات وخدمات الرعايا الأمريكيين ومركز المعلومات. وقالت السفارة البريطانية إنها ستغلق أبوابها أمام الجمهور، ونشرت السفارة أرقاما تليفونية عبر موقعها على الانترنت للتواصل مع الرعايا البريطانيين. وأكد مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية المصرية، أن الأجهزة الأمنية، تمكنت خلال الأحداث التي شهدتها جميع المحافظات يومي الجمعة والسبت، القبض على 130 متهما في مختلف المحافظات ممن شاركوا في أحداث الشغب والتعدي على القوات والمنشآت والممتلكات العامة. وأضاف المصدر أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المتهمين وإحالتهم إلى النيابة المختصة التي تولت التحقيق.