لم تكد مصر تفيق من نتائج التظاهرات التي عمت البلاد، في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، الجمعة، ومقتل 9 أشخاص بينهم شرطي، ثمانية منهم في السويس وقتيل بالاسماعيلية، مع إصابة أكثر من 600 آخرين، في بقية المحافظات، حتى سحبت مدينة بور سعيد الساحلية، المشهد تماماً، باحتجاجات عنيفة، غضباً من الحكم بإعدام 21 من المتهمين في مجزرة مباراة كرة القدم، قبل عام، وراح ضحيتها 74 من مشجعي النادي الأهلي. وقال مصدر طبي ببور سعيد، إن 26 قتلوا وأصيب قرابة 300 آخرين، جراء الاشتباكات العنيفة التي تسود المدينة حالياً، عقب الحكم. بين الأهالي الغاضبين وقوات الشرطة. وأوضح الدكتور محسن محفوظ مدير المستشفى الأميري ببورسعيد، أن جميع الحالات لقيت مصرعها بطلقات نارية. وكانت محكمة جنايات بورسعيد، تحدت جميع المخاطر، وبددت كل مخاوف تأجيل النطق بالحكم، وقررت في جلستها أمس، برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وباجماع الآراء، إعدام 21 متهما في أحداث مجزرة استاد بورسعيد الرياضي، وإحالة أوراقهم إلى المفتي لاستطلاع رأيه الشرعي. كارثة في بور سعيد وبينما هللت جماهير الأولتراس، في القاهرة فرحاً بالحكم، واعتبرته خطوة نحو القصاص، شهدت بور سعيد، أعمال شغب غاضبة، تطورت لإطلاق الرصاص، في محيط سجن بور سعيد، حيث حاول أهالي المتهمين، تهريب ذويهم، تحسباً للحكم. وسادت حالة من الهرج والمرج جميع شوارع المحافظة وقام المتجمهرون الذين انتقلوا من محيط سجن بورسعيد بالخروج فى مسيرات غاضبة وتحطيم بعض المنشآت العامة والتعدى على بعض أقسام الشرطة وخاصة قسمي شرطة شرق العرب والعرب ومجمع المحاكم.. فيما أغلقت جميع المحال أبوابها. وأوضح مصدر أمني بالداخلية المصرية، أن المدينة تشهد حالة من العنف غير المسبوق، وصلت إلى حد الهيستريا في الشارع، مؤكداً إن قواته والمرافق الأمنية تتعرض لإطلاق كثيف من الأعيرة النارية من أسلحة آلية وثقيلة. وأضاف المصدر أن بعض العناصر أطلقت النيران بشكل هستيري في الشوارع من خلال "أسلحة رشاشات وجيرنوف"، وطافت مسيرات غاضبة شوارع المدينة، معلنة استقلالها عن مصر.. وهددوا أيضاً بإغلاق قناة السويس أمام الملاحة الدولية. وكانت محكمة جنايات بورسعيد، تحدت جميع المخاطر، وبددت كل مخاوف تأجيل النطق بالحكم، وقررت في جلستها أمس، برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وباجماع الآراء، إعدام 21 متهما في أحداث مجزرة استاد بورسعيد الرياضي، وإحالة أوراقهم إلى المفتي لاستطلاع رأيه الشرعي الجيش ينزل من جهته، أكد اللواء أركان حرب أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى أنه تقرر الدفع بعدد من وحدات الجيش الثانى للعمل على تحقيق الهدوء والاستقرار فى مدينة بورسعيد وحماية المنشآت العامة . وقالت أنباء عسكرية، أنه تم الدفع بقوات إضافية من الجيش لتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس والموانئ الموجودة ببورسعيد. وقال متحدث عسكري، إن الجيش يحاول مساعدة جهاز الشرطة في السيطرة الأمنية وحماية المنشآت الحيوية. الرئيس يلغي سفره من جهتها، أعلنت رئاسة الجمهورية، أن الرئيس محمد مرسي، ألغى زيارة إلى إثيوبيا لحضور القمة الإفريقية، وأصدر أوامره بتكليف الدكتور محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية والري، والدكتور صلاح عبد المؤمن وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، بالتوجه إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور القمة، نظرًا لأحداث العنف وغياب رئيس الوزراء عن البلاد أيضا لحضور منتدى دافوس بسويسرا. وعقد الرئيس مرسي على الفور اجتماعا عاجلاً مع مجلس الدفاع الوطني بحضور وزير العدل ووزير الإعلام ورئيس جهاز الأمن الوطني. وقال المتحدث باسم الرئاسة، الدكتور ياسر علي - في بيان له - إن الاجتماع تناول أحداث العنف والقتل والخروج على القانون التي صاحبت المظاهرات التي اندلعت الجمعة في عدد من المحافظات وسبل التعامل معها بما يحقق إعادة الهدوء للشارع بشكل عام وتقديم الجناة إلى العدالة بأقرب وقت ممكن. حظر التجول بينما لم يستبعد مراقبون في القاهرة، إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في المحافظات الملتهبة، خاصة بور سعيد، وأكد مصدر سيادي مسئول أن قرار فرض حظر التجوال في أي منطقة أو محافظة هو أمر في يد رئيس الجمهورية وليس في يد القوات المسلحة أو الشرطة، ويكون ذلك بالتشاور مع مجلس الدفاع الوطني. وأضاف انه في حالة صدور قرار بحظر التجوال في المحافظات الملتهبة ستشارك فيها القوات المسلحة لتنفيذ القرار فقط دون الانحياز لطرف دون الآخر. استمرار الاحتجاجات من جهة أخرى، بدا الأفق السياسي مغلقاً تماماً في مصر، وتواصلت لليوم الثاني على التوالي، التظاهرات في ميدان التحرير، وإن كانت بشكل أقل، بعد ليلة عاصفة، وصل العنف ذروته في محافظة السويس، التي سبق أن أشعلت شرارة ثورة 25 يناير قبل عامين، عندما سقط أول الشهداء برصاص الداخلية يومها، لتتصاعد الأحداث. وقامت عناصر من الجيش الثالث الميداني التي وصلت المدينة، صباح السبت، بتأمين مشرحة مستشفى السويس العام بعد أن احتشد حولها أهالي الشهداء الذين لقوا حتفهم الجمعة، خلال المواجهات التي شهدتها المحافظة.. وأحكمت القوات قبضتها لتأمين مبنى محافظة السويس ومجمع المحاكم ومديرية الأمن وعدد من المنشآت من بينها المدخل الجنوبي لقناة السويس. وسادت طوال الليل مناوشات عنيفة، في ميدان التحرير، وفي محيط مبنى الإذاعة والتليفزيون "ماسبيرو" اضطرت خلالها قوات الأمن، لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، ومنع محاولات اقتحام التليفزيون، ما أدى لشلل مروري كامل، خاصة من وإلى التحرير، وفوق كوبري 6 أكتوبر و15 مايو.