عندما يكون المحب بعيداً عمن يحب فإنه يستعجل اللقاء ويحسب أيام الغربة بالليالي والساعات ويرى ان المدة طويلة حتى لو كانت هذه المدة في الواقع قصيرة جداً. وبالرغم من ان للسفر متعة لا يحسها إلا من جربها إلا ان للسفر لوعة وحسرة يحسها من فارق عزيزاً له ولقد عبر الشعراء قديماً وحديثاً عن ألم الفراق في قصائدهم، فهذا ابن لعبون يقول: لا تطري الفرقا على المحزون ما داني الفرقا وطاريها وتكون حرقة الفراق أكثر ألماً في لحظة الوداع وللمودع. يقول أحمد الناصر الشايع: هل دمعي على خدي نهار الوداع يوم قالوا بمان الله جاني بلاي التفت والتحظني بالعيون الوساع ارسل الدمعة اللي زاد منها عناي خايف (ن) من فراق ما وراه اجتماع يالله اليوم لا تقطع رجاه ورجاي ويكون الفراق أكثر تأثيراً عندما يقف الموادع على دار من أحب ويحين موعد الرحيل ويتفرق الظعن وهو يرى يقول معبراً عن هذا الموقف فهيد المجماج: لا والله إلا شدوا البدو نجاع وكل (ن) هدم مبناه وارتد زمله شد الشديد وقفوا عقب مجماع وراع المودة فهد البعد شمله شدوا ودنوا للمحن كل مطواع كل اشقحن يعجبك لا شال حمله غدا لهم دون الرفيعة تمزاع كلاً بغى درب عزل وتقسم له وعندما يفارق المحب من أحب فإنه يعتقد ان جميع ما حوله يذكره بمن أحب فهذا محمد القاضي يتذكر فراق محبوبته عندما يسمع حنين الناقة فيقول: صاح يا صاح للفرقا غرابه والحبيب انتحى بالعون عني فجعه مرزم جدد صوابه جودي كلما حنيت حني