الشاعر الأمير سعود بن بندر - يرحمه الله - يعد من أبرز الشعراء الشعبيين، ورمز من رموزه.. فقد أشتهر بأسلوبه الخاص الذي ميزه عن غيره من بقية الشعراء.. وذلك من حيث تسلسل العبارات الجميلة، وانتقاء المفردات الحكيمة، وقد أثرى - رحمه الله- الساحة الشعبية بالعديد من القصائد الرائعة الشهيرة فهو لم يكن ذلك الشاعر الذي يكتفي بكتابة الشعر لنفسه بل حرك مشاعره وأنشد بها ليصبح بعد ذلك واحداً من الشعراء المبدعين الذين نظموا أجمل القوافي وأعذبها. يا ليتني بينك وبين المضره من غزه الشوكة إلى سكرة الموت هذا هو آخر بيت كتبه الراحل سعود بن بندر يخاطب به والدته الأميرة البندري بنت عبدالعزيز، فقد بدأ كتابة الشعر منذ صغره وعندما كبر كبرت موهبته وتفجر في داخله الشعر فأصبح شاعراً يغرف من بحر وينحت في الصخر ونجد في شعره ترجمة التعبير الصادق الذي يختلج في نفسه بمشاعر طيبة، وعاطفة جياشة، وأحاسيس مرهفة، نتج عنها في النهاية هذه الأشعار الجميلة التي يمكن حفظها بسهولة.. وكثيراً ما نسمع من هواة الشعر ترديد العديد من أشعاره في مناسبات مختلفة. وعلى ضفاف الكلمة الشعرية سوف نبحر معكم متصفحين هذه الأوراق الشعرية لشاعرنا المبدع (سعود بن بندر) عبر (الخزامى): عمري ثلاثين مضت كلها ضيق وماعمري استريت فيها ولاعام عانيت تكذيب.. وعايشت تصديق ورضيت تشكيك وسامحت من لام هذا ولاني دون كل المطاليق أيضاً ولامني حصل قطع الأرحام ولاهيب غاياتي خداع وتلفيق ولاهوب حب للمكاسب والأرقام ومن أوراقه الشعرية المشهورة قصيدة (قالوا تحبه) ونقرأ لكم منها هذه الأبيات: قالوا تحبه قلت ماهوب بالحيل بس إنه أغلا شوي من نور عيني يسوى جميع الجيل الأول وهالجيل وأحبابي الماضين والمقبليني شوقي له أعظم من ضما الأرض للسيل وأشفق عليه أكثر من أم الجنيني وأحتاج له حاجة ثرى مصر للنيل وعليه أغار اكثر من الوالديني اشتاق له شوق المحبين لليل وارتاح له راحة دموع الحزيني لاصار جنبي لو سنه وقتي بخيل ولو غاب لو لحظات صارت سنيني قالوا يحبك قلت هذا هو الويل ما ودي انشد ثم رفضه يجيني ومن أبياته الجميلة في الحكمة قوله: مايعلم بالسنع مثلك عليم عادة العاقل على نفسه خصيم مايبرق في خطا عادي الرجال وتحسب الهفوه على الرجل الفهيم وفي عزة النفس له هذه الأبيات: كان لك عزه فأنا عندي كرامه وما على المقفي ولو غالي ندامه إني استجيدك ترجع لاتوهجس لاتفارقني إلى يوم القيامه واعترف بأشواقي لشوفك ولكن! عزتي للي هوى حبه.. مرامه ومن يطيع القلب ينكر فضل عقله ومن قوى رغبات نفسه في ملامه ومما يميز شاعرنا إجادته البليغة للوصف.. فعندما يصف يبدع: ما حد خذا غيرك من الناس عمرين عمرك وعمر اللي معك فات كله وزود عليها صرت مالك لقلبين قلبك وقلب فيك هام وتتله حبك نزل في القلب بين البطينين وفوق المعاليق الثلاثه محله يسري غرامك بالدما في الشرايين مسرى المرض في جسم من حسن عله وعن الذكريات والشوق والحنين للأحبة يقول شاعرنا سعود بن بندر: جيت المكان اللي بدا حبنا فيه وأمطرته عيوني بدمع الحنيني وشكيت له قسوتك وإنكار مافيه يوم العهد ويديك تحضن يديني تعتب على معذور بس الزعل ليه والشيب لاح بعارضه قبل حله ومن قصائد المعاناة قوله: الدمع غالي كف دمعك كفايه وش في دموعك فوق خدك جواري؟ دمعي معك وإن هل دمعك عزايه ابكي لدمع من العيون الحواري يامنور دنياي لي يامنايه ياريف حالي خل عنك الطواري تدري بقلبي مالحبك نهايه وغلاك عندي مايبي له مواري ومن أشعاره الغزلية نختار هذه الأبيات الرائعة: تولعت بك والله كتب لي على فرقاك حسبي على الحظ الردي كانه أشقاني أنا ماشعرت أني مع الناس قبل ألقاك ولاذقت للدنيا طعم قبل تلقاني ولاكنت أحس بروعة الحب قبل أهواك ولولا عيونك ماكتبت أجمل ألحاني سقا الله ليالي خالده عشتها وياك بدرب الحويه بين عشب وغدراني تذكرت يوم أقبلت كنك تحسب اخطاك تمايل بعود نايف الطول رياني