في عدد "دنيا الرياضة" يوم الخميس 2 / 9 / 1431ه كتبت عبر هذه الصفحة مقالًا بعنوان (قبل أن تتكرر مآسي الكرة السعودية) عن إيجاد آلية يحاسب فيها اللاعب الدولي مادياً من قيمة عقده الذي يبلغ الملايين وراتبه الشهري لمدة عقده الذي يفوق 200 ألف ريال ومع هذا فيقدم في ناديه مايفوق مثيله للمنتخب الذي كنا ونحن لاعبون نتمنى أن يذكر اسمنا في صفوفه فما بالكم إذا كنا أساسيين. وقد وجدت انتقاد البعض حاداً جداً والقليل المؤيد من بعض الذين يعرفون قيمة "الأخضر" وبطولاته السابقة خليجياً وعربياً وآسيوياً وعالمياً. أعود للحديث عن هذا الموضوع مرة أخرى وأقول لابد من العقوبة الصارمة لمن تخاذل ووصل بنا الى هذا المستوى المتواضع حتى صرنا مثل بعض المنتخبات التي كانت تهزم بالستة والأربعة، في الأندية الممتازة وغيرها، اللاعب إذا تأخر عن التدريب يوقف عن اللعب في المباراة التالية وربما يحسم عليه من راتبه الشهري وهذا من نصوص العقود مع كل محترف أو حتى لو كان هاوياً، وإذا أساء لأحد الأعضاء الداعمين للنادي يعاقب ويوضع على دكه الاحتياط لأن هذا العضو ربما يوقف دعمه للنادي، الى المنتخب أولى بهذا الإجراء ووضع حد لذلك الاستهتار في الأداء وعدم اللعب بشكل قوي ورجولي، والخوف من الإصابة من أجل عقود الملايين ثم تحريض بعض الإداريين لهم بعدم الإصابة مع المنتخب أمر غير منطقي ولا مقبول من بعض إدارات الأندية، وإلا يتوقف الدوري وتلغى المعسكرات الخارجية للأندية ونوفر ميزانية رعاية الشباب لشراء لاعبين أجانب وإعطائهم الجنسية السعودية كما تفعل معظم الدول في سبيل رفعة سمعة الكرة لديها، فالأندية لم توضع إلا لمصلحة المنتخب ومده بالعناصر الممتازة لكسب البطولات. عندما كنا في المنتخب قبل جيل التخاذل والاستهتار والزعل من أجل إشارة الكابتن ومن أجل فلان لم يمررلي الكرة ويريد الهدف لسمعته وزيادة عقده، كنا نتمنى لقاء الرئيس العام لرعاية الشباب فيصل بن فهد رحمه الله أو من يمثله بعد كل فوز مع المنتخب وكأننا نعطى الشيء الكثير، اما أقل عقد الآن فهو 20 مليون ريال تدفع رواتب للمحترف سواءً ضم للمنتخب أو لا وهذا الراتب لا يتسلمه حتى الوزير أو ذوو المرتبة الممتازة إلا بعد عمر طويل في الخدمة ونيل بعض الشهادات العليا، وهذه المحاسبة تتم عن طريق إنشاء محكمة رياضية مختصة تعاقب أي لاعب بدون الرجوع لعقده الاحترافي مهما كان فسمعة الأخضر فوق المصالح الخاصة، ويستعان بالحكم عليه بعرض أشرطة أدائه مع ناديه وقفزة هنا وهناك أما الكاميرات عند تسجيل الأهداف وعمل حركات يعرف بها بعض اللاعبين المحسوبين على الكرة السعودية وللأسف الشديد أو حصوله على أحسن لاعب في المباراة، أما أن يترك الحبل على الغارب للمستهترين بأكثر من 18 مليون قلب ينبض من أجل فرحة الأخضر سواءً كان من المسؤولين أو المواطن العادي البسيط الذي يفرح لبلده على قدرة المتواضع فهذا لا يقبله عاقل وغيور. ومن بعض هذه العقوبات الإيقاف عن تمثيل النادي لمدة عام أو عامين وعدم السماح بالتصريح في وسائل الإعلام المختلفة أو حتى في النت لهذا اللاعب أو إدارييه في النادي من قريب أو بعيد والحسم من قيمة العقد من المليون إلى خمسة ملايين أو أكثر لصالح رعاية الشباب وتحويل هذه المبالغ للجنة تقوم بإنشاء مدارس في مختلف المناطق لكشف المواهب الواعدة وإنشاء مدارس لتعليم فن كرة القدم في كل أحياء الرياض وغيرها من المدن بإشراف مدربين من رعاية الشباب سعوديين أو اجانب، وعدم التجديد لهذا اللاعب في أي نادٍ آخر مهما كانت الأسباب أو المسببات. قبل توقيع العقد مع النادي توضع شروط صارمة في حالة تمثيله للمنتخب وعدم ظهوره بالمستوى المطلوب من دون الرجوع لعقد الاحتراف الدولي قبل كل ذلك جميع الأموال التي تخص اللاعب المحترف تحول في حساب لرعاية الشباب وهو يتسلم راتبه من أحد البنوك بعد رفعها لرعاية الشباب بصرف راتبه الشهري حسب تقرير مفصل من النادي عن سيرته ومدى التزامه في التدريبات حسب ما نعرفه في عقود المحترفين الدوليين. بعض اللاعبين كنا نعرفهم بمستوى ممتاز جداً ونجدهم على دكة الاحتياط على الرغم من حضوره المنتظم للتدريبات يومياً ولكن رغبة المدرب أو أحد الأعضاء لم تمكنه من تمثيل النادي وبعد فترة يقل مستواه تدريجياً إلى أن ينتهي ثم ينسق من كشوفات النادي ولن يرغب أحد في ضمه، فلماذا لا يفعل بمن أساء للمنتخب بذلك سمعة البلد أولى من النادي وغيره؟، وإذا لم يضحِ بأحد هؤلاء الذين لم ولن يتحرك فيهم ساكن لسمعة بلدهم لأن وراءهم الملايين ويكونون عبرة لغيرهم من الجيل القادم فستستمر هذا التخاذل جيلاً وراء جيل وكما قلت في العنوان من أمن العقوبة أساء الأدب، وسمعة الأخضر الغالي فوق كل اعتبار وفوق مصلحة أي نادي. *لاعب دولي سابق بكرة القدم بنادي الشباب