المتتبع للرياضة السعودية و لديه الدقة والغيرة على الأخضر يعرف متى بدأ السقوط، بدأ عندما وقع أول عقد للاحتراف مع مهاجم الشباب مرزوق العتيبي مع نادي الاتحاد، في فترة لم تضع لجنة الاحتراف شروطاً تحفظ حق اللاعب من النادي والعكس كما في دول أوروبا وأمريكا الجنوبية وأستراليا وشرق آسيا ؟، ثم هل المحترف الذي أخذ الملايين ونام عليها حوسب حسب الأنظمة؟ لا. كل الدول التي مارست الاحتراف في لعبة كرة القدم أو أي لعبة رياضية كان لها شروط عند توقيع العقد من ضمنها التدريب الصباحي والمسائي للمحترف وإذا كان ضمن المنتخب القومي لبلاده يحاسب على التكاسل و رداءة المستوى والتحليل الدوري للدم وغيره للاطمئنان على حالته الجسدية، ووجود محاكم تختص باللعبة في الاتحاد السعودي لكرة القدم حتى يحاسب المقصر مهما كان تقصيره مع النادي أو المنتخب كروياً أو خلقياً مع الجمهور أو الحكم أو الصحافة مرئية ومسموعة ومقروءة ووجود محامٍ للاعب المحترف لتعريفة بحقوقه وما له وما عليه. الدول الأوروبية وغيرها إذا قل مستوى اللاعب مع بلده يقل عقده أو يلغى بالكلية ويغرم من عقده ويسحب من أمواله بدون استشارته أو أخذ الأذن منه، وأي مخالفة يحاسب فورا ولا يترك مجال للتلاعب أو التهاون في سمعة البلد أو النادي. قبل هذه العقود كنا نرى لاعبين ورجالاً مخلصين على الرغم من قلة الموارد المالية ولكن القلوب كانت مصبوغة بحب الأخضر والأبيض بعد ويعرفون أن وراءهم ملايين البشر ينتظرون الفرح وليس أن نهزم من الفرق التي تهزم من غيرنا بالستة والعشرة. انظروا إلى مباريات بعض الفرق العربية على الرغم من ظروفهم، تابعوا بعض مبارياتهم وتعرفون ما أقصد؟ ليسوا مثل هؤلاء المدللين أصحاب الملايين ويا ليتها بفائدة، مستوى لاعبينا في أنديتهم يختلف 100 بالمائة عن مستوياتهم مع المنتخب إذا ضموا إليه لأنه لا يوجد من يحاسبهم على أي تقصير أو خذلان إذا صح التعبير. أضرب لكم مثالاً و لو كان قديماً بعض لاعبينا كانوا هدافين للدوري ولأنديتهم مثل حمزة إدريس سابقا و فهد الحمدان في نادي الرياض وبعد ضمهم للمنتخب ضاعت الطاسة ولم يعد المستوى هو المستوى وعند رجوعهم لأنديتهم عادت النجومية لماذا ؟. والآن نرى اللاعبين في أي دوري داخلي يحرثون الملعب حرثاً و يتعرضون للمشاركة القوية وتسجيل أهداف من أماكن لا تخطر على بال لصالح أنديتهم فقط وإذا ضموا للمنتخب ضاعت هذه النجومية كلياً و بدأت الأنانية بخلاف بعض المنتخبات العربية الأخرى التي تموت في سبيل سمعة بلدها. بعض اللاعبين يقال إنه لاعب شوط واحد أو ربع ساعة. إذا لماذا يضم للمنتخب أصلاً أم هي مزاجية اللاعب فقط ؟ والمتابع للدوري عندنا يرى ذلك واضحاً للعيان ولا يحتاج لدكتور أو تحليل مخبري والذي يريد التحقق فلْيَعد لمباريات الدوري سواءً دوري خادم الحرمين الشريفين للأبطال أو دوري كأس ولي العهد أو دوري كأس الأمير فيصل بن فهد أو دوري زين، 95 بالمائة من لاعبي المنتخب الذين يلعبون مع أنديتهم. ولا أنسى بعض الصحفيين هداهم الله من مدح اللاعب إذا برز محلياً وهو شاب في مقتبل العمر فيصيبه الغرور وبعد أن يكون وضع في رصيده الملايين وبالتالي ضرب مصلحة النادي و المنتخب في عرض الحائط لأنه لن يتعرض للمحاسبة عند تدني مستواه. الاتحاد السعودي لكرة القدم هو الآخر بحاجة ماسة جداً لرجل مثل رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد وأمثاله والمنتخب بحاجة لمدير يعرف معنى الإدارة ومارس اللعب من قبل ومثَّل المنتخب وليس أن يأتي برجل أعمال أو قريب ليسلم مصير منتخب دولة بكاملها، وهم كثير جداً ومن ضمنهم لاعبون دوليون سابقون في معظم الأندية. المنتخب بحاجة لمدرب وطبيب نفسي يعرف كيف يتعامل و يصل لأفكار لاعبينا لا أن يتعالى عليهم لأنه كان ضمن منتخب دولي حصل على كأس العالم أو نافس عليها، بحاجة لأخذ موقف صارم و حاسم عن تخاذلهم مع منتخب بلادهم وأن لا يتدخل أحد في مصلحة «الأخضر» يشمل ذلك تقليل قيمة العقود الاحترافية مع المنع من تمثيل النادي لمدة عام ويكتفي بالتدريب فقط و عدم التصريح أو الكتابة عنهم في الصحف. وأخيراً وليس آخراً الذي يريد ترميم البيت القديم لا يكتفي بالطلاء الخارجي الذي ربما يتأثر بعوالم التعرية والزمن بل عليه أن يغير السباكة القديمة وكسر الجدران ووضع غيرها مع الأبواب والصيانة الدورية و تفقده من عام الى آخر. هذا المقال لايهدف الى قطع رزق أحد من اللاعبين ولكن الأمل بخروج جيل يعوض علينا ما أخذ منا وأعطي لغيرنا فنحن منذ سبعة اعوام من هزائم ومستوى غير مشرف عرفناهما مع هذا الجيل صاحب الملايين. *لاعب دولي سابق بكرة القدم بنادي الشباب