المتتبع للمسيرة الاعلامية للدكتور محمد باريان يدرك انه ابن التلفزيون والقنوات السعودية فهو تنقل بين الكثير منها مسؤولا، وهذا ما يجعله مدركا ومحملا بمطالب واهتمامات المشاهد في مختلف المجالات التي منها الجانب الرياضي الذي يستهوي شريحة كبيرة من الشباب على اعتبار تعلقهم بفرقهم ومتابعة مبارياتها في مختلف المسابقات محليا وخارجيا، والمؤمل ان يستطع الاعلامي الخبير والرجل الاكاديمي بعدما نال ثقة ودعم رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الاستاذ عبدالرحمن الهزاع ان يضع وجهة الرياضيين صوب قنواتهم الرياضية بالفكر الاحترافي والادارة المهنية وابعاد المتعصبين عنها الذين لم يضيفوا لها الا التراجع والوصول الى درجة متدنية من الاداء والمشاهدة، لقد بدأنا نتفاءل خصوصا بعد تصريحاته التي تلت صدور قرار تعيينه عندما أكد انه لن يرضخ لأي مطالب او ضغوطات غير المهنية ومحاولة ارضاء الجميع وخدمة اندية الوطن، والاجمل انه بدأ يتحدث عن سلبيات يدركها الجميع ونرجو ان يكون تلافيها على يده، لعل من ابرزها اعادة الطيور المهاجرة التي نالها من التطفيش والابعاد ما نالها؟ ربما هو - اي باريان- وضع في الاعتبار كيف يعيد للتعليق السعودي هيبته وتقديم المرتبات المغرية، بعدما كان المعلق السعودي لا ينال الا النزر اليسير، بينما هناك معلقين تعاقدت معهم القنوات واستنزفوا مواردها المالية من خلال مرتباتهم العالية من دون ان يضيفوا لها الجديد، بل اساءوا لها وكانوا سببا مباشرا في نفور المتابع نتيجة الاداء السيء والمجاملات الفاضحة والاخطاء اللغوية وعدم التمييز بين لاعبي الفريقين، واحيانا ذكر لاعب في الملعب بينما هو يجلس على كرسي الاحتياط، فضلا عن الشطحات الاخرى التي تشعر المتابع ان المعلق في واد والمباراة في واد اخر وكأنه يعلق من منزله. نأمل من المدير الجديد للشاشات الرياضية السعودية التصدي لذلك الشرفي او الاداري وتلك الشخصية الرياضية عندما تحاول فرض استضافة فلان وابعاد علان مثلما حدث في "ليالي الخليج" على هامش تغطية بطولة الخليج الأخيرة، والتصدي لذلك المعد المتعصب والمخرج الفاقد للمهنية والمذيع الذي لايرى الا الاسئلة المستفزة وتلك الاطقم التي حولت بعض البرامج وكأنها علاقات عامة تحصر الاستضافة على اسماء معينة وجوه لاتتغير بحكم الصداقة والعلاقة واحيانا المصالح اما بنشر خبر او تلميع برنامج، فالقنوات الرياضية قبل ان تكون نافذة للبث فهي واجهة وطن والتزامها بالمعايير المهنية وانتقاء الضيوف مسؤولية كبيرة وكبيرة جدا حتى تعطي انطباعا مميزا لدى من هم في الخارج عن فكر الرياضي السعودي وثقافته و(ليس النقل وقراءة الاوراق ورسائل الجوال) ولغته الراقية وطريقة مناقشته للاحداث بهدوء وروية بعيدا عن الصراخ والمناكفات التي حولت بعض البرامج الى حراج ظنا منها انها تسلك مسلك الاثارة بينما هي تهيم في مسار البثارة والسخف والاسفاف مع الاسف، ومسألة ان هذا يستضاف لأنه اتحادي او ذاك يطلع عبر شاشتها لخلق توازن بين الاتحاد والاهلي، وآخر هلالي ورابع نصراوي وخامس اتفاقي بعيدا عن الاكفاء ومن يستحقون التقديم حتى يقال انها قناة للجميع فهذا اسلوب قديم جدا ولايخدم الا اطراف معينة ولايمكن له ان يفي بالغرض مالم يكن الضيف مؤهلا وناقلا وموصلا للفكر الصحيح والطرح الذي تحتاجه رياضتنا ويعيد لقنواتنا توهجها. المتابع يبحث عن ما يجدد أفكاره.. وبرامج الصراخ والإسفاف يجب أن تتوقف ختاما هناك من يرمي باريان بميوله ويرى انها ستكون لمصلحة اندية معينة، وحتى تنتهي فترة الاشهر التي قال انها ستكون الحد الاقصى لتغيير اوضاع القنوات نحو الافضل فعلينا الانتظار ومراقبة العمل فربما يجبرنا على ان نردد جميعا (برافو باريان)، اما الشيء الذي يجب ان يضعه المدير الجديد بالاعتبار ونظن انه يوافقنا الرأي حوله فهو رد الوفاء لمدير القنوات السابق عادل عصام الدين بعدم استضافة كل من اساء اليه وتطاول عليه حتى يكون للقنوات احترامها وهيبتها وسنتها الجديد نحو كل من يخدمها مسؤولا، فضلا عن كون هذه السنة، واذا ما تمت ستجعل البعض يحسبون الف حساب في المستقبل ان من ينال من مسوؤليها في وسيلة اعلامية لن يكون له نصيب من الحضور عبر برامجها!