في التعليق الرياضي على المباريات يأتي بعض المعلقين بما لم يأتِ به الأوائل من جمل وكلمات لا تمت لواقع المباراة وأحداثها بصلة، كما يتفاعل بعضهم مع الهجمات والفرص الضائعة بطريقة تجعل المشاهد يتساءل، هل يرى مباراة غير التي نشاهد؟ أم أن ذلك من فرط حماسته لفريقه، وعدم قدرته على كبح مشاعره وأهداف كثيرة تضيع عليه؟ ثلاث جولات في دوري «زين» وقع الجميع فيها على رسوب التعليق، وحصوله على أدنى درجات الرضا والقبول، لأنه شوهها وأفسد جمالها ففضل الكثيرون إغلاق الصوت والاكتفاء بالمباراة على الصامت رحمة بآذانهم من الضجيج، والصوت العالي المزعج، بلا مبرر أو المبالغات الممقوتة التي لم ترق لهم، وبدت بواكير الإخفاق في الجولة الأولى ب«يا لبيه يا الأهلي».. وكملها عدنان حمد في لقاء الشباب بالأهلي ب«اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت وبك آمنت».. في دعاء مستهجن وليس في موضعه البتة! وليست المرة الأولى التي «يشطح» فيها عدنان حمد أثناء تعليقه، فقد استمر في الصراخ والتكبير المتكرر (في غير أوقاته المستحبة شرعاً) لأجل هدف، أو هجمة خطيرة، ولا ننسى العالمية التي أخرجها الله عنوة ذات يوم لتكشف واقع حال هذا المعلق الذي ابتليت به مبارياتنا المهمة، التي نطمح أن ننعم فيها إلى تعليق يواكب أحداثها بلا تصنع وصراخ، أو خروج عن النص ب«سواليف» مجالس واستراحات، ولكن للأسف حجزت منصة التعليق لمن ليس جديراً بها، وعلى رغم كثرة ما يوجه له من نقد بقي كما هو، لأن هناك من أوهمه بأن من ينتقده ليسوا إلا متعصبين لأنديتهم، وعليه ألا يبالي بهم، ولا يعير ما يقولون اهتمامه، وهو ما أبقاه على حاله، بل قاده للتقهقر للخلف كثيراً، خصوصاً بعد دعوة «الإفطار» الشهيرة. معلوم يقيناً أن وجود المعلقين على بعض المباريات يضيف لها الكثير من الإثارة، والحماسة بما تستدعيه أحداثها، وبعضها لا يضيف لها إلا «البثارة»، والسجع المقصود لذاته، أو جعلها سرداً للتاريخ، ناهيك عن توزيع الألقاب مجاناً بمناسبة ومن دون، فيكون كمن يفيق مغماً عليه بالقوة، وهو لا يجيد مبادئ ووسائل الانعاش، وهذا حال غالبية معلقي قنواتنا الرياضية بمن فيهم من تم التعاقد معهم من الخارج، وحظوا بالكثير من المميزات المالية لمجرد صراخ مع كل كرة حتى لو كانت في وسط الملعب، ولو صرفت هذه المبالغ على أبناء البلد، وتطويرهم لكان أجدى. لذا حتى لا يكون القادم من عدنان حمد «لبيك اللهم لبيك»... تأمل الجماهير بمختلف ميولها بمعالجة خلل التعليق عاجلاً غير آجل. [email protected]