المتابع لبعض النتوءات الاجتماعية السلبية يجد أن مشكلة التفحيط تمثل مسارا خطيرا بتنوع مظاهر الخلل في ممارسي التفحيط.. نعم فهو يمثل في ظاهره مخالفة مرورية في الغالب تودي بحياة السائق، وتعرض المارة سواء من عربات او مشاة وخاصة المتفرجين منهم لخطر الاصابة او الوفاة لا قدر الله..، وفي داخله كمشكلة تكمن فيها وحسب دراسات علمية، ممارسات سلوكية انحرافية خطيرة منها تعاطي المخدرات او ترويجها بالاضافة والعياذ بالله للعلاقات المثلية واحيانا الاغتصاب واستخدام السلاح لترويع المارة .. ومشكلة التفحيط بذلك التنوع من السلوكيات غير السوية تمثل مشكلة خطيرة تستدعي مواجهتها بكل الطرق .. ولعل الاسرة تكون جزءاً من اي برنامج يستهدف القضاء عليها..، فعلى كل أب او أم عدم التدخل او منع عقاب الابن في حال ارتكابه لمخالفة التفحيط بل عليهما أن يشاركا في العقاب بمنع الابن من القيادة لفترات حتى يتقي الله في نفسه وفي غيره..، أيضاً على رجال المرور تشديد العقوبة على المفحطين ومعاقبتهم بما يكون رادعاً لهم وربما لأسرهم خاصة وأن بعضهم كما اسلفت يتخذ من التفحيط وسيلة لممارسات انحرافية لا تقل خطورة عن التفحيط، فيما البعض الآخر يمارسها رغبة في المغامرة وعدم إدراكٍ لمخاطرها عليه وعلى الآخرين.. وفي كل الحالات فالتفحيط سلوك خاطئ وخطير.. أعتقد أن على المرور دفع الجامعات لمشاركته في مواجهة المشكلة بدراسة أسبابها وبالتالي وضع استراتيجية عملية للقضاء عليها من جذورها بقوة. نعم نلمس في الفترة الاخيرة جهوداً محمودة من المرور تستهدف تضييق الخناق على مرتكبيها ومعاقبتهم ولكن تظل تلك الجهود غير كافية مع توسع عمليات التفحيط بشكل بات يهدد عابري طرقاتنا في داخل المدن وخاصة الكبيرة، والغريب ان المساحة الجغرافية لهم باتت تتسع بمعنى انهم لا يكتفون بالطرق البعيدة عن الزحام والحركة المرورية الكثيفة بل بات بعضهم يتحدى الجميع بممارسة هوايته في طرق حيوية وذات حركة مرورية عالية..! المرور مطالب بقوة المواجهة بحيث من يتم القبض عليه مفحطاً يتم عقابه وفق نظام معلن للجميع بتدرج ولكن لا واسطة فيه بمعنى من يرتكب تلك المخالفة يتم عقابه دون النظر لاسمه او اسم اسرته بل تقييم المخالفة يكون وفق معطيات الموقف.. بمعنى من يفحط فقط له عقاب متدرج ومن يتخذ التفحيط ستاراً لجرائم أبشع مثل المخدرات او ترويع الابرياء بسلاحه او اقامة العلاقات الجنسية المنحرفة يتم عقابه بمقتضى تلك الجرائم بما يقتضيه الشرع الاسلامي فهم هنا يمارسون شكلًا من اشكال الارهاب ما يقتضي معه شدة العقاب.. ولعل دراسة المشكلة، وتحديد أسبابها يكشفان لنا عن جذورها وسبب طول عمرها فهي ليست حديثة عهد ما يعني معه تطور اسبابها وارتقاء تلك الاسباب مع التغير الاجتماعي، وتلك حقيقة لابد من مواجهتها بقوة فليس محفز التفحيط اليوم هو نفسه قبل عشرين سنة عند الشباب وبالتالي مواجهة المشكلة تقتضي معرفة الاسباب وفق إدراك معاصر ومن واقع فعلي لانها في مشهدها الحالي تمثل مشكلة اجتماعية فعلية لابد من القضاء عليها بنفس قوة مواجهتنا للارهاب فهي ايضا ذات بعد امني خاصة مع تكرار استخدام السلاح من بعض المفحطين وقتلهم ابرياء اثناء عمليات التفحيط تحت تأثير المخدر او حتى بدونه ولكن عدم استشعار المسؤولية عند هؤلاء الشباب وعدم ردع الاسرة لابنائها مع تدخل الواسطة والشفاعة في حال القبض عليهم ساهما في استمرارية مشكلة التفحيط عند كثير من شبابنا فيما يزيد عند بعضهم سلوكيات انحرافية خطرة.. التفحيط مشكلة تستدعي تضافر الجهود..