تنطلق السيارة من جازان باتجاه الشمال إلى مركز الفطيحة تواجهك وأنت في الطريق مشاهد شتى.. تمر بصبيا حيث أشجار السدر العملاقة التي تستضيف بيوت النحل يخرج منها عسل السدر اللذيذ، كما تشاهد عدداً من محلات بيع التحف والأدوات الفخارية والأثرية على جبنات الطريق.. لتصل إلى وادي شهدان الخصب، حيث تسرق نظر العين الخضرة المتلألئة المتوجة بعذوق الذرة الحمراء والبيضاء ،ثم ترى باعة المساويك والطيور الجارحة يعرضون بضاعتهم على جانبي الطريق. قبل أن تصل إلى جسر وادي بيش العملاق تنعطف يميناً إلى مركز الفطيحة، حيث تبدأ الأرض بلارتفاع التدريجي عن سطح البحر، ليظهر الحصى بدلاً من الرمل وتشاهد على هذا الطريق قطعان الماشية من الضأن والماعز والإبل بشكل لافت للنظر وهي تتغذى على أشجار السمر والحشائش الزاحفة. ليس هناك شيء مختلف بالنسبة لمن اعتاد على هذه المشاهد إلا أن الأمر يختلف جذرياً عند الوصول إلى مدينة الفطيحة بالنسبة لأعضاء هذه الرحلة الذين تلقوا دعوة كريمة من رئيس مركز الفطيحة الأستاذ سمير الغامدي وهم: إمام المسجد المهندس محمد قبع وقيم المسجد الشيخ محمود والدكتور أحمد رياض من كلية السنة التحضيرية بالجامعة بالأضافة إلى كاتب هذه السطور، ويبعد مركز الفطيحة عن مدينة جازان (86)كم. بعد تناول طعام الغداء في ضيافة رئيس مركز الفطيحة قام الفريق برفقة رئيس المركز.. بجولة في مدينة الفطيحة، ثم التوجه إلى سد وادي بيش الذي يبعد عن المركز 11 كم، ويُعد هذا السد من أكبر سدود المملكة إن لم يكن أكبرها على الإطلاق، حيث يستوعب لطاقة تخزينة تصل 219،000،000م3 ، وتوجد منشأة محطة لتنقية المياه. حينما تقف أعلى السد لايمكن أن يصل نظرك إلى مدى منتهى مياهه، فحينما تتجه إلى الشرق تشدك المياه اللا متناهية، ومناظر الأسماك وهي تقفز في مياه السد ، اما اذا اتجهت غرباً ، فالمشهد لا يقل روعة حيث المفيض تندفع المياه منه بعنف لتشكل رذاذاً متطايراً إلى أعلى السد يختلط بالهواء ليعطي شعوراً بالانتعاش والسكينة. ثم كان تناول الشاي وسط نهر وادي بيش حيث تتناثر الجزر الترابية وسط النهر أسفل أشجار الدوم الباسقة، والنسيم العليل يعطي اكسيراً منعشاً، عندئذٌ لم يتمالك زميلنا د. احمد رياض أن قال: (ياااه أومال الجنة حتبأ ازاي ) وشاهدنا على ضفتي الوادي والجزر التي بداخله العديد من الزوار من داخل المنطقة وخارجها. ثم تتابعت الجولة حول حدائق المانجو والجوافة والتين التي قام بعض المستثمرين بإنشائها في مساحات شاسعة الأمر الذي يعطي احساساً بأن هذه المنطقة كأنما تبدو خارج الأفق بجمالها الأخآذ ليخرجك قسرياً من ضغوط الحياة وهموها وتسارع وتيرتها إلى صفاء النفس وهدوء السريرة وروعة الحياة. ما الذي تحتاجه الفطيحة؟ يبلغ عدد سكان مركز الفطيحة حوالي 12000 نسمة، يوجد في الفطيحة مركز للإمارة يؤدي دوره باقتدار ومحكمة وشرطة ومركز للدفاع المدني ومركز رعاية صحية ومجمعات تعليمية للبنين والبنات والمنطقة بحاجة إلى تطوير والأستثمار الخيري وبحاجة إلى العديد من الخدمات ومنها: 1- مستشفى2- فرع للجامعة 3-فرع لوزارة الشؤون الاجتماعية 4-بلدية 5-إسكان خيري6- مكتب لهيئة السياحة والآثار. بقي القول: إنه بالإضافة إلى تلك المواقع السياحية توجد العديد من المواقع الأخرى مثل وادي الرجفة، وادي قليته وغيرها، وهي تشكل نماذج منفردة لأنماط السياحة البيئية. * جامعة جازان