تعتبر محافظة بيش من المحافظات المشهورة منذ القدم والتي يتغنون بها وكانت من ضمن مخلاف عثر.. وحول اشتقاق هذه التسمية يقول صاحب لسان العرب ان بيش من بيش الله وجهه وحسنه.. هذا وقد ورد ذكر بيش في العصر الجاهلي حيث يقول تأبط شراً ذاكراً بيش إذ يقول: خير الليالي إن سألت بليلة ليل يخيم بين بيش وعثر هذا وقد كان قديماً يطلق على بيش اسم (أم الخشب) وهي حاضرة مدينة بيش حالياً وقد سميت بهذه التسمية لكثرة أشجار (الدوم) والتي تستخلص منها الأخشاب وعدد سكانها تجاوز مائة الف نسمة. الموقع والطبيعة: تقع محافظة بيش على خط عرض (17) شمالاً وخط طول (42) شرقاً وبالنسبة لموقعها من منطقة جازان فهي تقع في الجزء الشمالي وتتصف المحافظة بأنها تقع ضمن سهل تهامة والذي ينحصر ما بين البحر الأحمر والمرتفعات الجبلية ويمر في هذا السهل واد كبير ذي مساحة واسعة يسمى (وادي بيش) والذي يرفده أكثر من تسعين رافداً وبذلك تتميز أراضي المحافظة بخصوبة أراضيها ذات الزراعات المتعددة. المراكز يتبع محافظة بيش إدارياً أربعة مراكز وهي كالآتي: مركز مسلية: ويقع شرق محافظة بيش على بعد 7كلم تقريباً ويوجد به العديد من الخدمات وبها مطل جميل يشرف على وادي بيش. مركز الحقو: ويقع شرق المحافظة ويبعد عنها مسافة 32كلم تقريباً وبها العديد من الخدمات. - مركز الفطيحة: ويقع شمال شرق المحافظة ويبعد عنها مسافة 38كلم تقريباً وبه العديد من الخدمات وتشرف على وادي بيش لذا تتميز تربتها بخصوبتها الدائمة. - مركز الخلاوية والنجوع: ويقع شمال غرب المحافظة ويبعد عنها مسافة 15كلم تقريباً. الزراعة: تشتهر محافظة بيش منذ القدم بالزراعة وإلى وقتنا الحاضر والذي تطورت فيه الزراعة بشكل كبير وذلك نتيجة للدعم المتواصل والذي يشهده هذا القطاع من الدولة حفظها الله والذي يتمثل في استكمال البنية الأساسية والتي منها تقديم القروض والإعانات وشراء المحاصيل بأسعار مناسبة للمزارعين. وقد شهدت المحافظة نجاحاً كبيراً في مجال زراعة الخضار والفواكه شبه الاستوائية والحبوب إلى أن اتسعت رقعة الأراضي الزراعية وأصبحت تقريباً (7500) هكتار ومن أجل الاستفادة من المياه ودرء أخطار السيول فقد تقرر إنشاء سد وادي بيش بطول 540متراً وارتفاع 106أمتار وتبلغ طاقته التخزينية 19.275مليون متر مكعب مساحة تجمع السيول 4600كيلومتر مربع وبتكلفة 150مليوناً، أما مجال الثروة الحيوانية فتتميز المحافظة بثرواتها من الضأن والماعز والأبقار والدجاج وهي في تكاثر مستمر. العسل: وتشتهر محافظة بيش بنتاجها المتميز من أنواع العسل وهو في المحافظة على ثلاثة أنواع أجودها. عسل السدر: والمقصود بذلك أشجار السدر التي يتغذى عليها النحل في فصل الربيع وتنتشر أشجار السدر على ضفاف وادي بيش وفي المزارع ويتميز عسل السدر بلونه الذهبي الجذاب وهو من أفضل أنواع العسل حيث يستخدم لعلاج بعض الأمراض. عسل الشوكة: والمقصود هنا أشجار السلم حيث يتغذى النحل على أزهارها وينتج عسلاً أسود اللون وأكثر كثافة.عسل المراعي: ويقصد به زهور النباتات البرية التي تنبت بعد هطول الأمطار وشكل هذه الأزهار يميل إلى الأحمر. الحرف والصناعات التقليدية: تشتهر محافظة بيش منذ القدم بالعديد من الحرف والصناعات التقليدية المرتبطة باحتياجاتهم من المنتجات والسلع الحرفية بمختلف أنواعها ومازال بعض سكان المحافظة يزاولون هذه الحرف سواء في الأسواق الشعبية أو في المنازل. الحلويات الشعبية: تزخر محافظة بيش بالعديد من المورثات الشعبية التي منها الحلويات الشعبية والتي يتم صناعتها في بعض المحافظات الأخرى ويتم تسويقها في سوق بيش الشعبي وذلك للطلب المتزايد عليها وذلك لما تتمتع به هذه الحلوى من خصوصية متلازمة مع فناجين القهوة والبن والقشر منذ القدم وحتى اليوم ولا زال تناولها في الهجر والأرياف كوجبة افطار تسمى ب(الصفارة).. ومن أنواع هذه الحلويات المشبك والحلقوم والقطع والكهاجة والمجلجل والخنية المصنوعة من الدخن. الزهور تعد محافظة بيش من المحافظات التي تشتهر بزراعة النباتات العطرية وزهور الفل وذلك لخصوبة أراضيها الزراعية التي استمدتها من واديها الشهير المسمى باسمها (وادي بيش) ومن أشهر هذه النباتات البعيثران والمخضار والكادي والفل وغيرها من الزهور والنباتات التي في المحافات الأخرى كالنرجس والشيح والسكب وغيرها ويقبل جميع السكان في المحافظة على هذه النباتات وذلك لجمال شكلها وروعة رائحتها الشذية، وتباع هذه النباتات في سوق المحافظة الشعبي أو من قبل البائعين الجائلين. سوق السبت تكتسب المحافظة شهرة واسعة من موقعها الاستراتيجي الذي تتصف به لكونها تقع على الطريق الدولي الذي يربط بلادنا الغالية بدولة اليمن الشقيقة هذا بالإضافة إلى سوق السبت الشعبي وهو يوم التسوق للأهالي في المحافظة والقرى المجاورة ومن أهم معروضاته أدوات الزراعة التقليدية والأواني الفخارية والأدوات المصنوعة من الخوص وبيع المنتجات الزراعية كالحبوب بأنواعها كما يوجد في هذا السوق قسم مخصص لبيع الماشية والأبقار والإبل. @ السياحة تتميز محافظة بيش بمقومات سياحية واعدة وذلك لوجود شاطئها الجميل والذي يسمى باسمها وهو لا زال بكراً يحتضن تلالاً رملية ناعمة وسهولاً فسيحة تجري فيها أكبر الأودية في المنطقة وهو وادي بيش والذي يشق أراضي المحافظة والذي يشتهر بدوام جريانه وبالخضرة الدائمة على جنباته والذي أصبح مركز جذب سياحي للمتنزهين والزوار للمحافظة ومن أهم معالم المحافظة سياحياً. @ شاطئ بيش ويتميز هذا الشاطئ بطولة والذي يمتد مسافة خمسة كيلومترات ويشتهر بوجود الأخوار والتي تجذب هواة الصيد ويتميز كذلك بوجود الكثبان الرملية ذات اللون الذهبي والتي يتخذها زوار الشاطئ مكاناً لسباق السيارات ذات الدفع الرباعي وكذلك للسمر وخاصة في الليالي القمرية كما يتميز الشاطئ بأشجار الشورى والتي وضعت في شكل منظومة ابدع صنعها الخالق. @ جزر بيش تشتهر محافظة بيش بعدد محدود من الجزر السياحية المحدودة المساحة في البحر الأحمر والتي تبعد عن الشاطئ مسافة 17كم ومن أهم هذه الجزر جزيرة (غراب) وجزيرة (رقبين) وجزيرة (ثيران) وتتميز هذه الجزر بطبيعتها الساحرة وجمالها الفاتن وتشكيلاتها الصخرية ذات الأشكال الهندسية البديعة والشعب المرجانية المتنوعة وشواطئها البكر وأشجار القنديل المتناثرة والتي تشكل منظومة جمالية رائعة وما يميز هذه الجزر صفاء مياهها والطيور المتنوعة والسلاحف النادرة ذات اللون الأزرق وغيرها من الكائنات البحرية. @ وادي بيش يعتبر وادي بيش من أكبر أودية تهامة ويعد في درجة وادي مور والذي يسمى (ميزاب تهامة الأعظم) ومن روافده الرجفة ويخرف ويسقي هذا الوادي من المزارع ما مساحته ستون كيلاً طولاً في خمسة أكيال عرضاً عند شدة فيضانه حيث يجلب معه الطمي الذي يورث الأرض خصوبة. وتصل قوة تصريف وادي بيش إلى 15.000م/ث ويبلغ طول الوادي تقريباً 200كلم فأكثر وتوجد على مشارفه العديد من القرى والمزارع ومن أهم العقوم (السدود) الترابية المقامة في الوادي (عقم النخري) الترابي ويليه عقم الفائق وعقم طهمز وكل هذه العقوم تساعد على ري المزارع المقامة في القرى الممتدة مع محاذاة الوادي. كما أن هذا الوادي عنصر جذب سياحي وذلك لوقوعه شرق المطل المشرف على قرية مسلية بالإضافة إلى ما يتميز به هذا الوادي من الغابات لأشجار معمرة مثل الدوم والأثل والبشام والأراك وغيرها كما أنه ملتقى لمربي الماشية والنحل وذلك للرعي على هذه الطبيعة الخضراء الواقعة بمحاذاة هذا الوادي البديع ذي الطبيعة الساحرة وتلك المقومات المتوفرة في هذا الوادي جعلت منه مقصداً للزوار في المنطقة وخارجها وذلك للاستمتاع بجمال وطبيعة هذا الوادي دائم الجريان والخضرة. @ التنمية في بيش تعد محافظة بيش إحدى المحافظات المميزة للاستثمار السياحي والاقتصادي وذلك لتنوع طبيعتها الطبوغرافية وكونها منطقة جذب زراعي من الدرجة الأولى وقد حظيت المحافظة بنهضة تنموية متعددة في مختلف المجالات وتشهد حالياً تنفيذ عدد كبير من المشاريع التنموية والاقتصادية في مختلف المرافق والخدمات.