في اول اجتماع عقدته مع منسوبات عمادة شؤون المكتبات في جامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن بعد تكليفي بالعمادة اكدت لهن عن قناعة أنني اجلس على الكرسي المتحرك وانهن الاهم في العمادة وللعمادة وان النجاح الحقيقي سيتحقق على أيديهن، والاهم ان استمرارية نجاح العمادة بأيديهن لم اكن حينها ابالغ ولم اكن امارس فن الخطابة بل هي قناعات إدارية اثبتها الواقع فيما بعد لهن قبل ان يكون لي.. وشاءت الاقدار ان اترك العمادة قبل نهاية مدتي النظامية وهي سنتان، فكان سؤالهن وسؤالي ماذا بقي للعمادة في داخلك ... في وجدانك...؟؟ الاجابة لم تكن كلمة، ولن تكون حروفاً متعانقة فيما بينها بل هي اكبر من ذلك .. انجازي كان تلك القلوب الشابة والجميلة التي احاطت بي لتجعل من العمل ايضا متعة.. ربما واجهتنا بعض الصعوبات، ولكن كانت تلك الفتيات يؤكدن دائما ان ذلك خيارنا وان علينا كسب اي تحدٍ، مجموعة من الطاقات الشابة تلهمك وتحفزك للعمل مجموعة من الفتيات ينطلقن في ساعات العمل وهن يتباهين بمباني المكتبة المركزية للجامعة، ثم يعدن بهدوء ليؤكدن قائلات وجمال قيمتها ان تكون صرحا يخدم المرأة السعودية عموما، وليس منسوبات جامعة الاميرة نورة فقط ....، العمل معهن ملهم ومحفز فهن يعملن بشغف وحب للعمل وللمكان وكلما اردت الاستكانة او الهدوء زاد سقف توقعاتهن وزادت تطلعاتهن وسكبن في دمائك طاقة عمل جديدة... تؤكد إحداهن سنستمر بنفس طاقة العمل لن نتراخى ولكن فقط امنحونا ايها الكبار مساحة حراك اكبر. ازرعوا في داخلكم وليس داخلنا ثقة بنا توقعوا منا الانجاز والابداع وليس فقط الحضور والتوقيع واستلام الراتب نهاية الشهر، بل نحن كما تقول وتعبر عن زميلاتها نريد الابداع في العمل، نريد مساحة اكبر من الحرية والثقة والتوقع الايجابي والشعور بالامان، حينها سترون اكثر واكثر من الانجاز.. وفعلا حققت تلك الفتيات الكثير من الانجاز وابدعن في كثير من اعمالهن.. كان ترك العمادة وهن فيها قرارا صعبا لانهن لا يعملن فقط بل يلهمن من يعمل معهن .. كان ترك العمادة وهن فيها صعبا لانهن لا يعملن فقط بل يتطلعن لسقف انتاج اعلى لخدمة طالبة او استاذة. كان ترك العمادة صعبا وهن فيها لانهن يعملن بحب يثري وجدان من يعمل معهن.. كان ترك العمادة صعبا وهن فيها لانهن يتحركن بنشاط وادراك لاهمية العمل وتحمل المسؤولية دون ان يخترقن جدار الهدوء وتعلو الاصوات او تزيد الكلمات، بل كن يعملن ويعملن فقط يردن مساحة ثقة وتقدير وحرية فكان لهن ذلك وكان لي منهن اكثر من ذلك.. حروفي اليوم لهن ربما لان كلماتي في آخر ايام عملي معهن عجزت ان تحمل شيئا مما بداخلي كما هي حروفي اليوم مصابة بوهن وضعف امام حجم محبتي لهن.. رسالتي لنا نحن الكبار؛ هؤلاء الشباب ثروة الوطن الحقيقية هم ابناؤنا وبناتنا يحتاجون ثقتنا وحبنا وحرية لابداعهم واماناً يريحهم، حينها سينطلق الكثير من المؤسسات الحكومية، حينها سيتحرك الكثير من المياه الراكدة، حينها سينطلق الكثير من العربات المتراخية، وحينها سنصل للكثير من اهدافنا الوطنية..