التصنيف الشهري الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وضع المنتخب السعودي في المرتبة 118 بعد أن كان الشهر الماضي وصل أسوأ مركز في تاريخه عند 126 عالميا؛ ومنذ أن سنوات و"الأخضر" في مواقع غير لائقة؛ لكنها تتماشى مع المستويات والنتائج التي يحققها في الاستحقاقات القارية والمؤهلة لنهائيات كأس العالم، والتصنيف الأخير يضع المنتخب في المركز 14 آسيويا خلف العراق والأردن والإمارات وعمان والبحرين ومن بينها فرق لم تطبق الاحتراف بعد، وهو الذي بدأ فعليا في السعودية قبل 20 عاما، النتائج المخيبة على الأصعدة كافة في السنوات الأخيرة خليجيا وعربيا وآسيويا، والغياب عن المحافل العالمية؛ فضلا عن عدم بروز أي نجم سعودي يستحق الاحتراف الخارجي، ويحقق الاستمرارية ويكون أنموذجا للاعب المحترف الذي يشار إليه بالبنان، ويكون مثالا يحتذى ينقل خبراته وثمار تجاربه، وتعامله المنضبط داخل الميدان وخارجه لأبناء بلده؛ لكن الخروج من الدور الأول في كأس الأمم الآسيوية والخروج الباكر أيضا من التصفيات الآسيوية الأولية للتأهل لمونديال كأس العالم، وأخيرا الإقصاء الباكر من الدور الأول لدورة الخليج، كل ذلك يؤكد أن الاحتراف وأنظمته المطبقة في السعودية لا تقود لاعبي الجيل الحالي إلا لمزيد من الانهيارات، الاحتراف السعودي يملأ جيوب لاعبين بالملايين، لاعبون لا يقدرون ما منحهم الله من رزق للحفاظ عليه واستثماره وإفادة أنفسهم وأسرهم بما يؤمِّن مستقبلهم ويحفظ لأبنائهم حياة كريمة في هذه الأزمنة الصعبة؛ بل إن الحقيقة تؤكد أن اللاعب السعودي أخذ من الاحتراف ماله من ملايين، وترك ما عليه من عمل وجدٍّ وانضباط والتزام؛ فاختار كثير منهم توجيه هذه الأموال في غير طريقها، لا طموح لديهم في تسجيل أسمائهم بماء من ذهب، أين المخلصون الذين يحترقون في الميدان من أجل شعارات أنديتهم ومنتخبات بلادهم؟! عودوا بالذاكرة لزمن ماجد والنعيمة والهريفي وعبدالجواد وغيرهم؛ لتعرفوا إلى أي درجة بلغ انضباطهم وحبهم للكرة، ومدى احترامهم لجماهيرهم وإخلاصهم لوطنهم، إننا بحاجة لدراسات حقيقية حول اللاعب السعودي المحترف، ترقب حياته اليومية وتقيس نتاج عمله مقارنة بما يحصل عليه، وأنا متأكد من أن النتائج ستكون مخيبة جدا؛ لكنها ستجعلنا نعيد النظر في اللوائح والأنظمة الموجودة منذ سنوات يقودنا لنظام احترافي خاص؛ لا علاقة له بأنظمة (فيفا)؛ فلاعبونا لا يستحقون أن يتم التعامل معهم وفق أنظمة (فيفا) وهم الذين يسيطر عليهم السهر وما يتبعه من آفات مدعومين بمداخيل عقود الاحتراف المليونية؛ دون أن يقدموا شيئا لأنديتهم ولا لوطنهم، ليكون احتراف متعة مدمرا لهم ولمستقبل أبنائهم لا احترافا يرتقي بهم، ويقود فرقهم ومنتخباتهم لأعلى المراتب.