مجلة تبين أطلق «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» أخيراً مجلة فصلية جديدة مُحكّمة بعنوان «تبيُّن» للدراسات الفكرية والثقافية، وهي تحتوي على أبحاث ثقافية وفلسفية ذات مستوى رفيع تهدف إلى المساهمة في إطلاق سجالات ومناقشات من شأنها حض الكتّاب العرب على النقد والبحث الجادّ، فضلاً عن تحريك المياه الراكدة في المجال الثقافي اليوم. وخصت مجلّة «تبيُّن» عددها الأول (صيف2012) بمحور ثقافي مهم هو «اللغة والهوية»، وقدّمت دراسات ومقالات ومراجعات كثيرة استهلتها كلمة التقديم لرئيس تحرير المجلّة عزمي بشارة. وموضوعات المحور هي: «الهوية والاغتراب في الوعي العربي» (حسن حنفي)، «هويّة الفصحى: بحث في التصنيف والخصائص» (رمزي بعلبكي)، «المعجم العربي وهوية الأمّة» (حسن حمزة)، «لغة الهوية والتعلّم بين السياسة والاقتصاد» (عبد القادر الفاسي الفهري)، «الهوية واللغة في الوطن العربي: بين أزمة الفكر ومأزق السياسة» (عبد السلام المسدّي). وفي باب «الدراسات» هناك دراسة «الترجمة إلى العربية: دورها في تعزيز الثقافة وبناء الهوية» (بسام بركة)، «إشكالية الهوية وثنائية اللغة والترجمة في السياق العربي المعاصر» (فايز الصيّاغ)، «شكلان من المدن الثقافية: المادية في الأنثروبولوجيا وفي الدراسات الثقافية» (ليونارد جاكسون)، «دولة ما بعد الاستعمار والتحولات الاجتماعية في ليبيا» (علي عبد اللطيف أحميدة). وفي باب آخر «من المكتبة» نقع على مقالة واحدة «الحداثة - مشروع لم يكتمل» (يورغن هابرماس). وعن اختيار موضوع الهوية واللغة والترجمة في العدد الأول من «تبيّن»، يشرح عزمي بشارة في افتتاحيته كيف أنّ هذه القضية غدت واحدة من أهم القضايا التي تواجه الفكر والثقافة في العالم العربي: «نحن نؤمن أن التداول والحوار الفكري العقلاني هو مساهمة المثقفين الرئيسة، بصفتهم هذه، في الفضاء العام الديموقراطي، دون أن ينفي ذلك أدواراً أخرى في العمل العام السياسي والاجتماعي. أمّا طريقهم إلى صفحات هذه المجلة فلا يعترض سوى أن تكون مساهماتهم عبر المناهج العلمية في الإنتاج الفكري الأصيل». يدير تحرير المجلة الكاتب والمترجم ثائر ديب. الاعترافات لجان جاك روسو أعيد طباعة الترجمة القديمة التي يبدو أنها لا زالت صالحة لأي زمن. وهو ما كان من المنظمة العربية للترجمة لتقديم كتاب» الاعترافات» لجان جاك روسو كما وضعها خليل رامز سركيس. إذ يعد كتاب الاعترافات لروسو من روائع كتب السيرة، بثّ فيه روسو لواعج قلبه، ونداءات عقله إلى عالم تقود فيه الحرية إلى الحقيقة. وقد لخّص فيه معاناته في الوحشة، والشعور بالاغتراب، والحنين إلى طبيعةٍ إنسانية أكثر براءة، وأوفى صدقاً. ولئن كانت آراء روسو ومذاهبه الفكرية حدت بالفيلسوف الألماني كَنْت إلى «اعتباره نيوتن الأخلاقي»، فإن روسو الإنسان الكاتب يؤسس في اعترافاته لخطابٍ فلسفي حول الذات، والحياة، وزمن التاريخ، والحساسية. حب في زمن الموت لكلشان البياتي صدرت رواية «حبّ في زمن الموت» لكلشان البياتي عن دار جداول 2012 رواية تخلِّد الحب أكثر ممّا تخلِّد مشاهد الفوضى والعنف والدمار التي أشاعتها أمريكا في العراق بعد احتلاله في نيسان عام 2003. إنها رواية تعكس رقيّ الإنسان العراقي وتفانيه في الحب الذي ينشأ بين إيناس بطلة الرواية، بنت بغداد، وفارس يدفعه الاحتلال إلى الهجرة مرغمًا عن وطنه، فيلتقيان عبر (شبكة المعلوماتية - الإنترنت) ليتبادلا الحب والشوق والهيام بأسمى معانيهم.. ويعبِّرا عن خلجاتهما بصدق مقدِّمين دليلًا رائعًا على أنّ الحدود التي زُرعَت بالعساكر والآليات العسكرية وأوامر النفي والتهجير الطائفي لن تقف حائلًا دون الحب.. إيناس تجد حبيبها عبر الإنترنت، فيتجدد الحب بينهما من جديد متحديًا، قاهرًا كل مشاهد القتل والدمار والعنف التي عصفت بحياة الإنسان العراقي في بلدٍ يحكمه المحتلّ بقوة همجيته. إنه غزلٌ عبر الإنترنت، وحبٌّ، وتوحّد، واتصال روحيٌّ وجسدي بكل عمقه النبيل.