يكتسب الإعلام مكانة عالية إذا هو أستطاع أن يحقق لنفسه معدلا جيدا من العطاء المخلص وذلك من خلال جودة وكفاءة ما يقدمه الإعلاميون المنتسبون لهذا الحقل المهم في حياة البشرية.. إلا أن ما يقدم في بعض حقول الإعلام اليوم يختلط فيه الغث بالسمين ويفتقد البعض الأكثر للمهنية العالية لأن بعض الإعلاميين مع شديد الأسف زجوا بأنفسهم للعمل الإعلامي دون معرفة بمفاهيم الإعلام فراحوا يسرحون ويمرحون في دهاليز الحقل الإعلامي بأساليب معوجة لا تمت لحقيقة العمل الإعلامي بصلة قريبة أو بعيدة فسقط منهم من سقط في مستنقع الفشل وحكم عليه المتلقي بالسقوط الذريع. لسببين الأول لأن المتلقي سواء كان مشاهداً عبر الشاشات المتلفزة أو مستمعاً عبر موجات الإذاعات أو قارئاً للصحف أصبح هذا المتلقي واعياً للمحتوى ومدركا للفحوى وحاذقا للرسالة الإعلامية بكل محتوياتها. والثاني أن العاملون في حقل الإعلام ممن هم في قائمة الغث دخلوا هذا الحقل بتوصية من قريب أو صديق أو معرفة ذات مكانة مرموقة وهؤلاء الوسطاء لم يجعلوا هذا الغث يسقط في وحل الفشل فقط بل ساهموا في سقوط ذلك الجهاز الإعلامي الذي قبل بهذا الغث وسمحوا له بدخول هذا المعوج الفاقد للكفاءة والمهنية ناهيك عما يسببه هذا الغث من حرج لجهازه الإعلامي ومطبوعته الصحفية وقد يوقعها في منزلق خطر قد لا تستطيع معه تلك المرجعية الإعلامية معالجة الوضع أو إيجاد الحل الذي يعيد لها توازنها إلى وضعها الطبيعي (وهي وإن عادت تلك المرجعية إلى وضعها) فستجد نفسها قد تأثرت بعض الشيء بعد أن تتخطاها الأجهزة المنافسة وتسبقها لمراكز متقدمة فحقول الإعلام اليوم تتسابق نحو المقدمة في منافسة لا تقبل المخاطرة والمجازفة بغث لايفقه بمسؤولية وأمانة الكلمة المسموعة أو المقروءة أو المشاهدة .. أنني هنا ومن خلال هذه السطور أناشد أجهزة الإعلام أن تختار الكفاءة الإعلامية القادرة على صناعة مواد الإعلام بعناية فائقة ومهنية أقل ما يقال عنها أنها جيدة بدلاً من سقوطها في وحل الهزيمة والفشل وأن تقوم الأجهزة الإعلامية بمختلف قنواتها المسموعة والمتلفزة والمقروءة بمنح المنتسبين لها من مخرجين ومذيعين ومحرري أخبار وصحفيون دورات مكثفة وإخضاعهم لاختبارات قياسية بعيدا عن أمزجة الواسطة التي يكون فيها الفشل منتهى الطموح والتطلع وسأعود مرة أخرى للحديث عن ميدان الإعلام من زاوية أخرى والله الموفق.