تجمع آلاف الباكستانيين بالعاصمة إسلام اباد امس لينضموا الى مسيرة خطط لها رجل الدين محمد طاهر القادري ودعوا الى تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى وشن حملة على الفساد وسوء الإدارة بالحكومة. ويدعو رجل الدين الذي اكتسب شعبية فورية لدى عودته من كندا الى بلاده منذ أسابيع الى إجراء إصلاحات انتخابية ويريد من حكومة مؤقتة القضاء على الفساد وسوء الإدارة اللذين سببا نقصا مزمنا في الطاقة وتراجعا في النمو وسمحا بانتشار الجريمة وازدهار تمرد حركة طالبان. وأثارت دعواته انقسامات بين الباكستانيين. ويراه البعض بطلا إصلاحيا مثل جولشان ارشاد (25 عاما) وهي مدرسة بمدرسة حكومية تقول إنها لم تحصل على أجر منذ عامين. وأضافت «يريد المسؤولون رشوة لصرف راتبي لكنني لن أستسلم للفساد.. إنه (القادري) اول من يريد تغيير النظام الفاسد بالكامل». ويعتبر آخرون أن القادري أداة محتملة للجيش الذي له تاريخ من الانقلابات والتدخل في الانتخابات. ويقولون إن مطالبه غير دستورية وإن استبدال حكومة منتخبة بحكومة غير منتخبة لن يفيد قضية المحاسبة. وشكك مذيعون تلفزيونيون بارزون في مصدر تمويل حملته الإعلامية الضخمة وأساطيل الحافلات التي تنقل أنصاره. ويقول القادري إن معظم التمويل يأتي من تبرعات من ضاقوا ذرعا بالإدارة الحالية. وانتشرت الشرطة في شوارع اسلام اباد فيما أغلقت الطرق الرئيسية المؤدية للمكاتب الحكومية والسفارات بحاويات شحن. ووعد القادري بأن يخرج مليون شخص الى الشوارع للاحتجاج لكن عدد المشاركين اقتصر فيما يبدو على عدة آلاف. وانشغل نشطاء بوضع مكبرات الصوت وتجهيز أماكن لتقديم الطعام المجاني للمتظاهرين. وقال قمر غازي (30 عاما) من بلدة ميان والي بشمال باكستان «أحضرت أغطية وطعاما معي لاعتقادي أننا سنبقى ونحتج ليومين او ثلاثة». ويأتي هذا الاحتجاج في أعقاب اعتصام استمر ثلاثة ايام نظمه شيعة من الهزارة في كويتا عاصمة إقليم بلوخستان بشرق البلاد احتجاجا على أحد أسوأ الهجمات الطائفية في تاريخ البلاد والذي أسفر عن مقتل 96 شيعيا من الهزارة. وبعد أن جلس آلاف الشيعة في الطرق بجوار جثث قتلاهم رضخت الحكومة الاتحادية لمطالب المحتجين الرئيسية في نهاية المطاف وأقالت الحكومة الإقليمية قائلة إنها لم تبذل ما يكفي من جهد لحماية المواطنين.