تجمع آلاف الباكستانيين بالعاصمة اسلام اباد الاثنين لينضموا الى مسيرة خطط لها الشيخ محمد طاهر القادري ودعوا الى تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى وشن حملة على الفساد وسوء الادارة بالحكومة، ويدعو القادري - الذي اكتسب شعبية فورية لدى عودته من كندا الى بلاده منذ أسابيع - الى اجراء اصلاحات انتخابية ويريد من حكومة مؤقتة القضاء على الفساد وسوء الادارة اللذين سببا نقصا مزمنا في الطاقة وتراجعا في النمو وسمحا بانتشار الجريمة وازدهار تمرد حركة طالبان، وأثارت دعواته انقسامات بين الباكستانيين. ويراه البعض بطلا اصلاحيا مثل جولشان ارشاد «25 عاما» وهي مدرسة بمدرسة حكومية تقول انها لم تحصل على أجر منذ عامين، وأضافت «يريد المسؤولون رشوة لصرف راتبي، لكنني لن أستسلم للفساد. إنه (القادري) اول من يريد تغيير النظام الفاسد بالكامل». ويعتبر آخرون أن القادري أداة محتملة للجيش الذي له تاريخ من الانقلابات والتدخل في الانتخابات، ويقولون: إن مطالبه غير دستورية وان استبدال حكومة منتخبة بحكومة غير منتخبة لن يفيد قضية المحاسبة، وشكك مذيعون تلفزيونيون بارزون في مصدر تمويل حملته الإعلامية الضخمة وأساطيل الحافلات التي تنقل أنصاره، ويقول القادري: إن معظم التمويل يأتي من تبرعات من ضاقوا ذرعا بالادارة الحالية، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نوازيش علي أنه لا يعتزم فرض أي قيود على دخول المشاركين في المسيرة إلى العاصمة، لكن الحكومة ستتخذ «إجراء صارم» ضد أي شخص ينتهك القانون والنظام، وقال علي : «لدينا خطة طوارئ إذا حاول أي شخص خرق القانون والحدود التي وضعناها للمسيرة» وبدأ الآلاف من أتباع الشيخ طاهر القادري - الذي قاد مسيرة انطلقت الأحد من مدينة لاهور شرق البلاد إلى إسلام أباد حيث يجري الاحتجاج للمطالبة بإصلاحات سياسية - يتوافدون ببطء على العاصمة بعدما قضوا ليلتهم في بلدة خاريان (120 كيلومترا شرق إسلام أباد)، ووصل مئات الرجال والنساء إلى موقع الاحتجاج قرب «المنطقة الزرقاء» التجارية التي تبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن مبنى البرلمان وقصر الرئاسة، وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نوازيش علي أنه لا يعتزم فرض أي قيود على دخول المشاركين في المسيرة إلى العاصمة ، ولكن الحكومة ستتخذ «إجراء صارم» ضد أي شخص ينتهك القانون والنظام، وقال علي : «لدينا خطة طوارئ إذا حاول أي شخص خرق القانون والحدود التي وضعناها للمسيرة «، وبعدما قال وزير الداخلية رحمن مالك في وقت سابق : إن لديه معلومات موثوق فيها بأن مسلحين سيحاولون مهاجمة المسيرة ، جرى تعزيز الأمن والتزم السكان منازلهم، وخلت طرق إسلام أباد المكتظة عادة ، حيث تكدس الأشخاص في محطات النقل العام في انتظار المركبات التي لم تظهر. وقد انتشرت الشرطة في شوارع اسلام اباد فيما أغلقت الطرق الرئيسة المؤدية للمكاتب الحكومية والسفارات بحاويات شحن. ووعد القادري بأن يخرج مليون شخص الى الشوارع للاحتجاج، لكن عدد المشاركين اقتصر - فيما يبدو - على عدة آلاف حتى الساعة التاسعة بتوقيت جرينتش، وانشغل نشطاء بوضع مكبرات الصوت وتجهيز أماكن لتقديم الطعام المجاني للمتظاهرين، وقال قمر غازي «30 عاما» من بلدة ميان والي بشمال باكستان : أحضرت أغطية وطعاما معي لاعتقادي أننا سنبقى ونحتج ليومين او ثلاثة، ويترأس القادري منظمة «منهاج القرآن العالمية» ، ولها آلاف الأتباع في أنحاء العالم. إقالة حاكم مقاطعة بالوشستان من ناحية ثانية أقال رئيس الوزراء الباكستاني أمس الاثنين حاكم مقاطعة بالوشستان (جنوب غرب) بعد لقائه متظاهرين شيعة في اعقاب اعتداءات دامية الاسبوع الماضي، وقال رضا برويز أشرف الذي وصل الأحد الى كويتا للقاء المتظاهرين «قررنا فرض قانون الحاكم لمدة شهرين في بالوشستان وستتم اقالة حكومة المقاطعة»، وقتل عشرات الأشخاص الخميس في ثلاثة اعتداءات وقعت في كويتا، كبرى مدن مقاطعة بالوشستان، ووقع اعتداء رابع في مينغورا (شمال غرب باكستان)، وأوقعت هذه الاعتداءات التي استهدفت خصوصا الشيعة ما لا يقل عن 125 قتيلا، والهجوم الأكثر دموية كان اعتداء انتحاريا مزدوجا استهدف الخميس ناديا للبلياردو في حي ذي غالبية شيعية في كويتا، عاصمة محافظة بلوشستان، وأسفر عن 92 قتيلا و121 جريحا. ومنذ الجمعة، اعتصم آلاف الشيعة احتجاجا قبالة المبنى الذي دمره الهجوم، رافضين دفن أقربائهم الذين قضوا في الاعتداء ومطالبين بأن يتولى الجيش الباكستاني الأمن في المدينة بدلا من قوات الشرطة والقوات شبه العسكرية، وقال رئيس الوزراء للتلفزيون : «إنها مأساة وطنية والأمة كلها في حداد».