قلنا لكم يوم أمس الأول إن زميلاً في المرحلة المتوسطة يدعى مساعد التقط صورة مع فتاة شقراء. اكتشف المدير الأمر وبدأت محاكمته ليدل الإدارة عليها. كانت هيئة المحكمة الموقرة مكونة من المدير ومدرس الفقه والمشرف الاجتماعي والمراقب. بلغ التوتر أقصاه عندما أعلن مساعد ان الشقراء قريبة له بيد أن المشرف الاجتماعي كان حصيفاً وأكثر أعضاء المحكمة ضبطاً للنفس. لا يريد أن يدفع مساعد إلى هاوية العناد ليس خوفاً على مساعد من التحطم ولكن قد تحرمهم سياسة الشدة من إلقاء نظرة حنونة على وجه الفتاة الصبوح. طفق يهدئ المدير ومدرس الفقه ويردد لا يا جماعة مساعد ولدنا وعاقل وإن شاء الله بيعلمنا وين ها الشقراء فيه. ثم يلتفت على مساعد بعد أن يبلع ريقه ويمسح بكمه ما تسرب منه وسال على لحيته فيقول: «كل المسألة وانا أبوك بناخذ عليك وعليها تعهد ونقفل الموضوع». لاحظوا ان هناك تعهداً يتوجب على الشقراء توقيعه حضورياً وسيخلى سبيلها على الفور. ولكنّ مساعداً مضى في طريق العصيان إلى آخره. لا يمكن لشاب شهم أن يعرض حبيبة العمر للمخاطر مها كانت الضغوط. ثم كيف يتخلى عن الموقع الجديد الذي استولى عليه في عالم النساء الغامض والجميل. هدأت حمى المحاكمة ولكنها لم تتوقف. كل يوم يتم استدعاء مساعد وبعض الشهود للإدلاء بمزيد من الأقوال. مضى أكثر من أسبوع على المحاكمة دون انفراج يذكر إلى أن جاء ذلك اليوم الذي قبضت فيه الإدارة على شاب آخر في جيبه صورة مكبرة لنفس الفتاة الشقراء تطوقها يده من وسطها. كاد سعادة المدير أن يصاب بالعته أما مدرس الفقه فأظن انه نقل للمصحة العقلية لإعادة ترتيب محتويات رأسه. صال المدير وجال وأزبد وأرعد وقبل أن يفيق من الصدمة وأثناء تخبطه في خيالات العسل الأشقر المهدر بين أيدي المراهقين تم القبض على شاب ثالث يتأبط نفس الفتاة الشقراء. أعلن المدير في إذاعة المدرسة حالة الطوارئ القصوى. وأعلن أن يوم السبت القادم هو آخر موعد لكل طالب التقط صورة مع الشقراء أن يسلمها للإدارة وعليه الأمان أو أعذر من أنذر. صار للفتاة الشقراء أكثر من حبيب. من الواضح انها جاءت لبلادنا لإفساد أبنائنا وفلذات أكبادنا. أصبح سعادته يملك المبرر الأخلاقي الناصع لاستدعائها شخصياً والتفاهم معها وجهاً لوجه ولا مانع لديه أن يذهب إلى حيث هي ويتفاهم معها على انفراد ( من باب الستر طبعاً) وفي إطار أبوي حانٍ كما جاء في اقتراحه الأخير. ولكي يشبع اقتراحه بأكبر كمية من النبل وأن يمسح عنه أي آثار تدل على الأنانية المفرطة أردف بزمجرة أخلاقية ضارية: لا يمكن ترك الأمور بين أيدي المراهقين العابثة لابد أن أذهب بنفسي. لا تتعب نفسك يا أبا فهد هكذا قال المشرف الاجتماعي وأكمل حنا في خدمتك أنا مستعد أروح لها شخصياً. هذي وظيفة المشرف الاجتماعي طال عمرك. مدرس الفقه لم يكن غائباً ولا يمكن تغييبه ولن تذهب (تعظيظات) براطمه وهو يتأمل في صورة الفتاة هدرا. عرف أن التفرد بالشقراء أمر مستحيل وإذا فاز بهذه النعمة أحد فسيكون سعادة المدير. لن يسمح بهذا أبداً فإذا كان للمدير سلطة فهو يملك سلطة أكبر فقال يا جماعة أي واحد بيروح لمقابلة الشقراء سأكون معه لكي لا يكون هناك خلوة والعياذ بالله. نكمل بعد غد إن شاء الله.