كان للكشف عن الخلية الإرهابية التي تستهدف الإمارات أكبر الأثر على التيارات الحركية في الخليج. تختتم سنة 2012 بضربات متتالية لهذا التنظيم المدمر والمتوحش. مخططات غريبة عجيبة ضد مصالح السعودية وضد مصالح الإمارات. التعاون السعودي الإماراتي كشف القناع عن هذه الجماعة التي تدار بعقلياتٍ متوحشة. حين كان الفريق ضاحي خلفان يهاجم جماعة الإخوان ويكشف أحابيلها لم يكن ينطلق من فراغ، فهو رجل دولة يتسنم هرم شرطة دبي وفوق ذلك له مركزه في نسيج الدولة الإماراتية ككل وهو على اطلاعٍ بالتفاصيل التي لا يعلمها الجميع. ينطلق من معلومات ومن خبرة شخصية مع هذه الجماعة التي قاومها-أول ما قاومها-الشيخ زايد رحمه الله ومن دخل على "اليوتيوب" يرى ويسمع كلمته التي قالها بحرقة عن الإخوان المسلمين الذين طعنوا الإمارات من الظهر وخانوا الولاء. هذه الخلية العجيبة الغريبة يجب أن لا تنسينا الموضوع الأهم وهو استخدام الإخوان المسلمين للعنف. البعض يرى أن ارتباط الإخوان بالعنف غير صحيح، وهذه ثغرة في الذهن ونقص في العلم، ومن قرأ تاريخ الإخوان علم حق العلم أن هذه الجماعة استخدمت العنف مراراً وتكراراً. أشير هنا إلى قراءة للباحث الدكتور: رشيد الخيون الذي يبحث دائماً في دهاليز هذه الجماعة وأيديولوجيتها، يقول رشيد الخيون:"في مذكراته (في نهر الحياة)، التي قدم لها محمد سليم العوا، الذي عندما سألت عنه الشخصية المعروفة طارق البشري، خلال الاشتراك في مؤتمر الحوار الإسلامي المسيحي، في فبراير (شباط) 2008، قال لي وأيد مَن كان يقف بقربنا مِن الأخوة المصريين المشتركين في ذلك المؤتمر المنعقد ببيروت: إن العوا لم يكن إخوانياً، بمعنى الانتماء التنظيمي، لكنه كان على عتبة الإخوان. أما وقوفه على عتبة الإخوان فربَّما يؤيده عمله مع الشيخ يوسف بن عبدالله القرضاوي في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي تأسس العام 2004، وكان القرضاوي رئيساً له والعوا أمينه العام. ليس بالضرورة أن يوجه للانتحاري المنفذ أمر صريح للاغتيال، فعندما يقول المرشد حسن البنا “لو نخلص منه"، أو “لو واحد يخلصنا منه"، وهو يقصد الخازندار، لا يعني سوى قتله، أي ممارسة “صناعة الموت". قال كامل في حواره مع الشَّيخ: “هل أصدرت فضيلتكم أمراً صريحاً لعبدالرَّحمن بهذا الحادث! قال: لا. قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك، وتلقى به الله يوم القيامة! قال: لا. قلت: إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسؤولية هذا أمام الله! قال: نعم" ثم التفت عبدالعزيز كامل إلى عبدالرَّحمن السّندي، مرتب عملية اغتيال الخازندار، وسأله بحضور الشَّيخ نفسه، وبعد استئذان الأخير، قال: »ممن تلقيت الأمر بهذا؟ فقال: مِن الأستاذ... والأستاذ هو حسن البنا لا غيره». هذه القصة تبين أن حسن البنا كان يعطي الأوامر بتنفيذ الاغتيالات وهناك قصص أخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها كلها توضح أن حسن البنا وجماعة الإخوان لديها جهاز عسكري ولديها تنظيم سري ولديها عمليات تخريبية، خذ مثلاً مقولة حسن البنا هذه: «إنَّ الإخوان المسلمين سيستخدمون القوَّة العمليَّة حيث لا يُجدي غيرها، وحيث يثقون أنَّهم قد استكملوا عدَّة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوَّة سيكونون شرفاء صرحاء وسيُنذرون أوَّلاً، وينتظرون بعد ذلك، ثُمَّ يُقدمون في كرامةٍ وعزَّة، ويحتملون كلَّ نتائج موقفهم هذا بكلِّ رضاء وارتياح» انظر: (مجموع رسائل حسن البنَّا) ص 135 و136. القبض على هذه الخلية كشف أن الإخوان لديهم تنظيمات عسكرية ويتفقون مع القاعدة ولا يقلون خطراً عنها، فلا مجال لتلطيف الخلاف بين الإخوان وبقية الأحزاب المدنية فهذا هو تاريخهم وهذه هي نصوصهم فأين تذهبون منها؟!