أصبحت البرامج الحوارية والتي تبثها القنوات الرياضية تشكل خطراً كبيراً على المجتمع من خلال ما تقدمه من إسفاف وصراخ وألفاظ نابية. ما يمارسه المشاركون في تلك البرامج هو تأصيل لسياسة الصوت الواحد وأن اختلاف الرأي هو بالتأكيد "يفسد" للود قضية. قبل بداية دورة الخليج المقامة حالياً بالبحرين بدأت القنوات الرياضية في البحث عن مثيري الفتنة ومحرضي الكراهية من مختلف الدول الخليجية استعداداً للفوز بجائزة أكثر البرامج سباباً وشتماً، وجائزة أفضل برنامج حواري في البذاءة والألفاظ الجارحة. وما نشاهده حالياً من برامج رياضية وعلى جميع القنوات الخليجية والمحلية فيها محاولة وإصرار واضح لإلغاء الأهداف الجميلة التي من شأنها جاءت فكرة دورات الخليج وهو الالتقاء والتواصل المباشر لمواطني مجلس التعاون مع بعضهم من خلال تجمع رياضي وتنافس شريف. الاحتقان المتواصل لضيوف البرامج الحوارية ضد بعضهم البعض يشعر المشاهد أنه مقصود ومتفق عليه مسبقاً إذ لا يمكن أن يستمر التشنج والصراخ طوال أيام الدورة بل إن بعضهم يفتعل موقفاً ليثير الآخرين وكأن المطلوب من المشاركين تقديم فاصل من العبارات البذيئة والجارحة تجاه بعضهم البعض. حقيقة لا أدري ما الذي يستفيده المشاهد من بضعة أشخاص يقدمون العك والرغي على أنه تحليل رياضي لحدث انتهى والغريب أن القنوات تصرف مبالغ كبيرة لبرامج العك الرياضي والتي لا تضيف سوى المزيد من التعصب والاحتقان لدى الشارع الرياضي والذي غالبيته من الشباب والمراهقين، ولا أستثني القناة الرياضية السعودية من المشاركة في فصول الإسفاف من خلال نفس نوعية البرامج الحوارية التي تقدمها القناة ومن خلال ضيوف ومحللين أغلبهم لم يعد صالحاً للظهور على المشاهد من خلال الفكر الضيق الذي يحمله، وتصر القناة على استمراره، بالإضافة إلى محاولة أحد المراسلين الدائمة في البحث عن المواضيع والتقارير واللقاءات التي تثير التعصب والكراهية. وهنا أتجه إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع لكي يعيد هيكلة القناة الرياضية والتي أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على لحمة الوطن والمجتمع من خلال التجاوزات في تلك البرامج التي تبث الفرقة.. أتجه إلى "أبي ياسر" والذي أعرف أنه قيادي محنك وإداري متمكن ويعي الضرر الذي تحدثه تلك النوعية من البرامج على المجتمع وشبابه، خاصة أن في الإعلام الرياضي المحلي رؤوساً قد أينعت وحان قطافها.