طالب عدد من الجماهير الرياضية بتدخل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ومسؤولي الإعلام المرئي في وزارة الإعلام بإيقاف التجاوزات غير المهنية واللا أخلاقية الصادرة من بعض الإعلاميين المشاركين في بعض البرامج الفضائية التي حملت إسقاطات بمصطلحات غير لائقة كالقذف العلني والشتم وكلمات خارجة عن نطاق الأدب الإعلامي وكذلك توزيع الاتهامات وعدم احترام المشاهدين، مما أسهم في انزعاج الشارع الرياضي بمختلف شرائحه. من جانبه أوضح أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور سعود كاتب حيال الموضوع أن البعض يعتقد أن النقد هو الهجوم المبالغ فيه تجاه الآخرين بعبارات جارحة تخرج عن دائرة النقد دون امتلاكهم لحقائق ولا يستندون على إثباتات واقعية بينما هي في الأصل إساءات شخصية تستحق العقاب مثل الشتم والاتهامات بأخذ الرشوة، وأضاف كاتب «بعض منسوبي الإعلام الرياضي للأسف الشديد انتهج طريقا سيئا لنيل الشهرة وبعضهم لا يملك مقومات الوظيفة حتى لو وصف بالإعلامي الكبير لأن تاريخه في الإعلام يقاس بعدد السنوات التي أمضاها في الصحافة، وهذا خطأ مهني لأن الخبرة الإعلامية لا تبنى بالسنوات بقدر ما تقاس بتاريخه الثقافي والمهني، ولو بحثنا في خلفية كثير من هؤلاء الإعلاميين عن ماذا قدموا في الصحافة كمهنة لوجدنا لا شيء»، مشيرا إلى أن الإعلامي المحترف والمحترم لا ينزلق في هذا المنزلق ويرفض الخوض في نقاشات تسيء لنفسه قبل الآخرين. لذلك فإن الإعلامي الذي يلجأ لعبارات تخدش حياء المهنة فإنه يسقط من نظر المشاهدين والقراء، وربما يصبح لدى المتابعين انطباع سيئ عن هذا الإعلامي، وحول الاتهامات بالرشوة التي أطلقت مؤخرا كما حدثت بحق الزميل وليد الفراج قال «هناك قانون خاص بالنشر موجود في وزارة الثقافة والإعلام وكل إعلامي يستطيع رفع قضية في الوزارة، وإذا كان خارج مهنة الإعلام فأبواب المحاكم مفتوحة لأن الأمر يتعلق بالذمم وتشويه السمعة، ولذلك أنصح سواء وليد الفراج أو غيره باتباع الطرق القانونية لأخذ حقهم»، وطالب أستاذ الإعلام الدكتور سعود كاتب في ختام تصريحه القائمين على القنوات الفضائية أن يؤدوا الرسالة السامية التي تقوم على تنوير المجتمع وتزيل التعنت والاحتقان ورفع معدلات الثقافة، «لذا آمل من المسؤولين في القنوات مراعاة الذوق العام وعدم الانجراف وراء الإثارة لأجل استقطاب المشاهدين على حساب القيم الإعلامية وأن يحرصوا على ضيوفهم بعدم التلفظ بألفاظ بذيئة». فيما قال رئيس تحرير الرياضي محمد البكيري «الإعلام الرياضي ينقسم لنوعين من الإعلاميين، الأول محسوبين على الإعلام وليسوا منتسبين، بمعنى أن الإعلام لا يمثل لهم مصدر رزق، وبالتالي لا يبالي في حديثه وإثارته للتعصب والاحتقان، وهؤلاء غالبيتهم سبب الاحتقان الحادث الآن، والنوع الثاني هم إعلاميون مكثوا في الإعلام الرياضي لسنوات طويلة دون تطوير لأدواتهم وتحسين رؤيتهم النقدية، وبات فكرهم ثابتا ومبادئهم متحركة، والمفترض العكس، وهؤلاء لا يستطيعون استيعاب الإعلام الجديد والسريع والمرحلة الانتقالية التي مر بها الإعلام الرياضي، وبالتالي وقعوا في عبارات أحرجتهم مع المشاهدين»، مشيرا إلى أن المسؤولية تقع في الدرجة الأولى على الإعلامي الخارج عن النص والذي لم يحسن استغلال الفرصة التي أتيحت له، وعلى القنوات الفضائية بالدرجة الثانية لأنها الحريصة على زيادة نسبة المشاهدة، لذا لا بد أن تحرص على نوعية الضيوف وتجنب الإعلاميين المبتذلين في أحاديثهم، وتأتي وزارة الإعلام بالدرجة الثالثة، حيث الوزارة لم تقصر تجاه الإعلاميين، لكن ربما التجاوزات تأتي في برامج قنوات خارجية ولا تملك عليهم سلطة محلية، كما يجب على المشاهد المحافظة على نظافة فكره من الثقافة الرديئة، عليه التفريق بين الإسفاف وبين الآراء المفيدة حتى يضمن سلامة استقاء المعلومة الإعلامية.