أدرك تماما أن وسائل تقنية تواصلية مختلفة ربما تجعل من متابعة البرامج التلفزيونية الرياضية أو المسابقات خارج إطار كرة القدم تهتز قليلا، وهو أمر طبيعي على اعتبار أن الرياضي شأنه شأن غيره غرق في بحر تويتر الذي أجزم أنه موضة ستتلاشى بشكل هادئ، لكني في الوقت نفسه أعتب على القناة الرياضية السعودية استمرارها السلبي في استراتيجية وضع الإعلاميين الكرويين وليس الرياضيين في مرمى المشاهد على الدوام دون اعتبار لمهنية الاختيار المبني على التخصص أو دون العمل على ولادة ضيوف إيجابيين، فكمشاهد مللت من وجوه تطل على رأسي بشكل مكثف ليس لديها ما تقدمه وتعيد قناعاتها وصراخها بشكل ممجوج وسلبي؛ مما خلق من تلك الحالات أساسا راسخا للقناة الرياضية عجزت عن الخروج منه. هناك معدو برامج مستاؤون من كمية التوسلات التي تصلهم من إعلاميين بغية استضافتهم وهذا أمر حقيقي كما ان تلك التوسلات ربما تصل لزعيم القناة الأمير تركي بن سلطان. لدي تحفظ كبير جدا على إعطاء الإعلاميين الكرويين مساحة تمتد لتشكل اكثر من 90% من البرامج التلفزيونية الرياضية، فالإعلامي السعودي غير متخصص واغلب العاملين فيه هواة ومنهم مندوبو أندية ومنهم أيضاً مندوبو شخصيات شرفية ومنهم أكفاء أيضاً وخبرات تستحق ان تتحدث وتعطي المشاهد روحا وقناعة وفائدة بدلا من الصراخ واستعراض اللكمات النقاشية المعد لها سيناريو مسبق. القناة الرياضية كرست نوعية من الضيوف رغما عن المشاهد وكرست المحاصصة للأندية خاصة الكبيرة بالبرامج لتسد حالة الانتماء الإعلامي من قبل الضيوف للأندية وهو أمر خطير جدا جعل من برامج القناة غير مقنعة وغير مجدية بل تطولها الاتهامات من كل حدب وصوب ولم تجد من يقف معها أبدا حتى ان انقطاع صوت معلق مثلا رسم الصورة والسمعة التي تتمتع بها القناة. إنها قناة تفقد الثقة بمشاهديها يوما بعد آخر. سأعطيكم مثالا بسيطا: تتعاقد القناة مع محللين للمباريات وتغدق عليهم الرواتب لكنها لا تطالبهم سوى بالرغي الفني ولا تحاسبهم حتى وبعضهم يترك التحليل ليتحدث بأمر إداري أو استثماري لا علاقة للاستديو به. لا يوجد أي محلل بالقناة يستطيع إقناعك بل بعضهم يأتي ويبدو على ملامحه عدم الاستعداد فيخطئ بالأسماء والأرقام ويخلط الحابل بالنابل ومع ذلك يرغي ثم يذهب دون مساءلة. محللو القناة أيضاً لا يتحدثون بلغة الأرقام والإحصاءات وليس لديهم سجلات دقيقة بل يستفزعون قبل البث بصحفيين أو قوقل فلافرق بينهم وبين أي مشجع سوى ان الحظ رماهم بالقناة. يجب ان تخلق القناة الرائعة هوية قوية لها يهتز لها كل من يدخل استديوهاتها لأنه يعرف انه سيشاهده الملايين وهي فرصة لا تتكرر حتى لمن يمتلك ارفع الشهادات والاختراعات والتضحيات بالوطن. بلا شك ولاريب هناك استثناءات جميلة ورائعة وعملية لكني أتحدث عن الغالبية التي دخلت من باب المحاصصة بين الأندية، وكأن القناة دخلت لتشكل حكومة داخل برامجها يجب ان تكون من كل الألوان دون اعتبارات الخبرة والمهنية والذوق والكفاءة. هذه القناة التي احبها واحب العاملين فيها دون استثناء جديرة بالنقد الإيجابي خاصة أنها انطلقت بقوة وثبات وفيها برامج مميزة وعمل جميل فقط تزعزعه المجاملات. أوقات الذروة هي ملك للمشاهد فإن كان ولا بد من المجاملات فضعوا متسولي الاستضافات في أوقات نومنا أو أعمالنا الحكومية والخاصة ولا تورطونا بعديمي التخصص أو متشنجي التعصب أو ممن لا يعجبهم العجب ولا الصيام برجب. رسالة أهديها باحترام شديد للأمير تركي بن سلطان المشرف العام على القنوات الرياضية وهو الرجل والصديق الجميل روحا وأخلاقا، أتمنى أن يأخذ ما يعتقد انه لصالح العمل التلفزيوني فقد كتبت من قلب محب وضمير من ينشد النجاح لكوكبة العاملين بالقناة الذين غمروني بلطفهم وحبهم واستضافاتهم السابقة قبل ان أعلن توقفي عن الظهور لاجل غير مسمى. قبل الطبع: وجود الفاشل بين الناجحين أخطر من وجود الناجح بين الفاشلين..!! [email protected] https:/twitter.com/#!/ msultan444 تويتر