بداية يجب علينا أن نقول إن صحة المواطن في هذا البلد وفي أي بلد، كبر أو صغر، ليس عليها مساومة، فتأمين الرعاية الصحية للمواطن مطل أساسي تقوم عليه الدول، وتطمح إليه الشعوب بشتى شرائحها، ولا تقوم دولة بنهضة حضارية إلاّ إذا اهتمت بصحة شعبها، ورعتهم بأية طريقة أرادتها هذه الدولة، فهم رواد نهضتها، والقائمون على مشاريعها، ولو أصيب البلد - أي بلد - بمرض معد - لا سمح الله - فإن ذلك ينعكس على حضارتها ومشروعاتها، ونهضتها، وستدفع الدولة نظير ذلك مئات الملايين لمكافحة ذلك المرض!! وحينما نرى ونسمع كثيراً من المواطنين في مجالسهم نجد أنه يدور في صلب أحاديثهم اليومية التأمين الطبي، وهاجسة الذي خيم على تفكيرهم، ما جعلهم يضربون الأخماس بأسداس، ويصلون إلى حالة من القنوط واليأس، بسبب ما يعانونه من جراء سوء الخدمة والرعاية الصحية لهم!! عزيزي القارئ الكريم، لقد أصبح التوجه إلى التأمين الطبي للعمالة أسرع وأنجع، وأصبح العامل في حالة مطمئنة؛ لأنه تم التأمين الصحي له ولأسرته!! أما المواطن الذي يكدح ويصول ويجول لأجل الوطن فقد تم تسويف هذا التأمين الطبي له ولأسرته، ما جعله يضيق ذرعاً، غارقاً في همومه اليومية، فلا المستشفيات قد فتحت أبوابها أمامه لتقدم له الرعاية التي يستحقها كمواطن، ولا بتّ في نظام التأمين الصحي للمواطنين!! وهناك مواطنون قد ذهبوا إلى عدة مستشفيات، وفي أمس الحاجة للعلاج لهم، أو لأحد من أولادهم، ورجعوا بخيبة أمل، وحالة انكسار تصعب على العدو قبل الصديق، ولم يتلقوا علاجاً ولم يكشف حتى عليهم!! بل إن هناك من المواطنين من يموتون على أبواب الإسعاف والطوارئ التابعة للمستشفيات الحكومية، فلا هم يستطيعون العلاج في مستشفيات خاصة، للأسعار العالية في هذه المستشفيات، ولا هم قد تم قبولهم في المستشفيات الحكومية كي يتعالجوا بها!! ولو تم عمل تأمين طبي لجميع المواطنين بأية آلية كانت، وحولت المستشفيات الحكومية إلى قطاع خاص تشرف عليه وزارة الصحة، وانضمت المستشفات الحكومية الى المستشفيات الأهلية لكان ذلك أفضل، وسيحل الموضوع حلاً جذرياً بإذن الله!! والمشكلة الآن فيما يبدو لي أن هناك بطئاً في اتخاذ الاجراءات المناسبة، وفي الوقت المناسب، واسناد الأمر إلى لجان تعقد الأمور أكثر مما تحلها!! ولذلك يجب أن تحل هذه المشكلة التي أصبحت كابوساً جاثماً على صدر كل مواطن وبشكل سريع!! وفي ختام هذا المقال المقتضب، أقول: إن التأمين الطبي الذي ينشده كل مواطن أصبح حلماً طال انتظاره، ولعل هذا الحلم يطفو على سطح الواقع بإذن الله!! دمت بخير وحب عزيز القارئ.