الفيروس كائن مجهري يعيش داخل خلية كائن حي آخر. ورغم صغر حجمه إلا أنه سبب رئيسي من أسباب المرض. وتُعدي بعض الفيروسات الإنسان بأمراض مثل الحصبة والأنفلونزا ونزلات البرد الشائعة. كما تُعدي فيروسات أخرى الحيوانات أو النبات ويهاجم بعضها أنواعاً من البكتيريا. وعندما تدخل الفيروسات خلايا الكائن الحي تقوم بتدمير بعضها ومن ثم تحدث الإصابة بالأمراض. لكنها مع ذلك قد تعيش بداخل الخلايا دون إحداث أي أضرار بها. وتبلغ الفيروسات درجة من البدائية في تكوينها إلى حد أن كثيراً من العلماء يعدونها كائنات غير حية بمعنى أن الفيروس غير قادر على التكاثر بمفرده لكنه عند دخوله خلايا كائن آخر يصبح نشطاً قادراً على أن يتضاعف مئات المرات. وتتخذ الفيروسات شكل عصيات أو كريات وتتراوح في الحجم بين 0.01 و0.3 ميكرون ( الميكرون يساوي 0.001 من المليمتر ) لذا فإنها لا ترى إلا تحت المجهر الالكتروني الذي يكبر حجمها آلاف المرات. ويبلغ أكبر الفيروسات حجماً مقدار عُشر حجم بكتيريا متوسطة الحجم. ومن الامراض العائدة للفيروسات: الجدري الكاذب ويعرف هذا المرض بالحماق وسببه فيروس. أعراضه بثور صغيرة تتحول إلى قشور، وحمى وصداع وإنزعاج عام. فترة حضانة الفيروس ما بين 11-20 يوماً. وفترة العدوى تتراوح ما بين يوم إلى يومين قبل ظهور الأعراض ولمدة ستة أيام بعد ظهور البثور. أما تدابير الوقاية فلا توجد والإصابة بالمرض يكسب الشخص مناعة ضده. الأنفلونزا وسببها فيروس والأعراض حمى وقشعريرة وآلام وأوجاع عضلية. فترة حضانة الفيروس من يوم إلى خمسة أيام. وفترة العدوى منذ أول ظهور أعراض المرض ولمدة 7 أيام. أما تدابير المرض فإن المناعة ضد المرض تحمي الشخص لأشهر قليلة فقط. الحصبة سببها فيروس وأعراض المرض حمى ورشح بالأنف وعيون دامعة وطفح جلدي وكحة. أما فترة حضانة الفيروس فهي من 8-12 يوماً، وفترة العدوى من 4 أيام قبل ظهور الطفح إلى 5 أيام بعد ظهور الطفح. أما التدابير الوقائية للحصبة فهي تطعيم الطفل في شهره الخامس عشر ضد مرض الحصبة ويعاد التطعيم أثناء الطفولة أو المراهق. العدوى تنتقل عن طرق العطاس النكاف سببه فيروس وأعراض المرض قشعريرة وصداع وحمى وغدد متورمة في الرقبة والحنجرة. فترة الحضانة من 12-25 يوماً أما فترة العدوى فهي قبل 7 أيام من ظهور الأعراض إلى ما بعدها بتسعة أيام أو إلى ما بعد اختفاء الورم. أما تدابير الوقاية فهي التطعيم ضد النكاف والجاما جلوبين توفر الحماية عقب التعرض. شلل الأطفال سببه فيروس وأعراضه حمى والتهاب الحلق وآلام في العضلات وتيبس الظهر وشلل . فترة حضانة الفيروس من 7-14 يوماً وهذا النوع المسبب للشلل أما النوع غير المسبب للشلل فمن 4 إلى 10 أيام. وبالنسبة لفترة العدوى فهي الجزء الأول من فترة الحضانة والأسبوع الأول من حدة المرض. أما تدابير الوقاية فهي التطعيم عن طريق الفم ضد المرض يعطى في الشهر الثاني من عمر الطفل ويعاد خلال فترة الطفولة. الحصبة الألمانية سببها فيروس وأعراضه صداع وتوسع في العقد الليمفاوية وكحة والتهاب في الحلق وطفح جلدي. أما فترة الحضانة فهي ما بين 14-21 يوماً عادة 18 يوم في المتوسط. وبالنسبة لفترة العدوى فهي قبل 7 أيام من ظهور الطفح الجلدي إلى ما بعده بخمسة أيام. أما التدابير الوقائية فالإصابة بالمرض تكسب المناعة الأبدية للمريض. وحيدات النواة وتعرف بكثرة الوحيدات وكذلك باسم الحمى الغدية وسببه فيروس. ومن أعراضه التهاب الحلق وتوسع الغدد اللمفاوية والإعياء والاكتئاب والإرهاق واحتقان بالجلد. وفترة الحضانة تتراوح ما بين 4-6 أسابيع أما فترة العدوى فهي غير معروفة وبالنسبة للتدابير الوقائية فلا توجد. تتبع الفيروسات الإيدز مرض انتهازي وأعراضه اضطرابات لا تحدث عادة عندما يعمل جهاز المناعة بشكل صحيح. وفترة حضانة فيروس الإيدز من 8-11 سنة في المتوسط وتتفاوت كثيراً في حالات معينة. أما فترة العدوى فهي بعد الإصابة بالفيروس مباشرة وعلى مدى بقاء الفيروس في الجسم. أما التدابير الوقائية فهي الابتعاد عن الاتصال الجنسي مع المصابين وتفادي حقن الجلد بحقن ملوثة أو نقل دم ملوث إلى مريض يحتاج نقل الدم. التيفوس ويسمى كذلك الحمى النشمية وهو واحد من مجموعة من الأمراض المعروفة التي تسببها الريكتسيه وهي كائنات دقيقة تشبه البكتريا لكنها كثيراً ما تسلك سلوك الفيروسات. تقوم هذه الكائنات في جسم الإنسان بإتلاف جدران الأوعية الدموية مما يؤدي إلى النزف والطفح الجلدي . كما أن بعض الأنواع من هذه الكائنات تغزو الحيوان والإنسان ، وكثيراً ما يطلق على الحيوانات المصابة اسم مستودعات المرض. تنتقل أمراض التيفوس من إنسان إلى آخر ومن الحيوانات إلى البشر بوساطة القمل والبراغيث والسوس. وتوجد عدة أنواع من التيفوس بما في ذلك التيفوس الوبائي والتيفوس الفأري والتيفوس القرادي وغير ذلك من الحميات المختلفة . الجدري الجدري مرض مُعد، وهو أول مرض أعان الله الإنسان على مكافحته؛ فقد قضى عليه التطعيم تماماً. وقد تم عزل آخر الحالات المعروفة للجدري الذي يحدث طبيعياً في عام 1977م. وقد كان الجدري واحداً من أكثر الأمراض التي يخشاها العالم ، حيث قتل مئات الملايين من البشر، كما شوه بالندبات التي يُخلفها، وأصاب بالعمى ملايين آخرين. وكان السبب في حدوث الجدري فيروس، كان ينتشر من شخص لآخر عن طريق الهواء. حيث يقوم ضحية الجدري بقذف رذاذ من الأنف والفم يحتوي على الفيروس . ويستنشق شخص آخر هذا الرذاذ، فيصبح مصاباً. وفي معظم الحالات كانت الأعراض تظهر على الضحية الجديدة في فترة تتراوح بين 10 و 12 يوماً من إصابته. وكان الشخص يعاني من آلام وارتفاع في درجة الحرارة. وبعد فترة تتراوح بين يومين وأربعة أيام، يظهر طفح على الوجه ثم ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم. وكان هذا الطفح يشبه البثور الصغيرة. وفي خلال الأسبوع التالي تصبح البثور أكبر حجماً وتمتلئ بالصديد. وتتكون قشور فوقها ثم تتساقط بعد ثلاثة أو أربعة أسابيع تاركة ندوباً أبدية خلفها. ولم يكن هناك أي علاج للجدري، حيث كان أخطره يؤدي بحياة 20% من ضحاياه. أما أولئك الذين يظلون على قيد الحياة، بعد الإصابة به، فقد كانوا يعيشون بندوب دائمة، هذا بالإضافة إلى إصابة الكثيرين منهم بالعمى. ولم يكن المرضى الذين عاشوا بعد الإصابة معرضين للإصابة بالمرض مرة أخرى، لأنهم أصبحوا محصنين ضده بعد مهاجمة المرض لهم مرة واحدة. وكان الجدري في الماضي شائعاً جداً لدرجة أن كل فرد كان يصاب به في إحدى فترات حياته. وخلال العصور الوسطى، كان الجدري الوبائي عادة يكتسح مناطق كبيرة من أوروبا وآسيا وأفريقيا. وبعض الحروب، كان عدد الجنود الذين ماتوا بالجدري، يفوق عدد الذين ماتوا في القتال. ونقل الأوروبيون المرض إلى أمريكا ومات ملايين الهنود بالمرض. وفي عام 1796م، تمكن إدوارد جنر الطبيب الإنجليزي من الكشف عن أول تطعيم ضد الجدري وهو اللقاح الذي يمنع حدوث الجدري وسرعان ما انتشر استخدامه في أجزاء أخرى من العالم. وخلال القرن التاسع عشر أصدرت دول عديدة القوانين التي تلزم الناس بالتطعيم. ولكن المرض استمر في الانتشار في كل مكان حتى أربعينيات القرن العشرين، عندما تم القضاء عليه في أوروبا وأمريكا الشمالية. ومع ذلك يوصي بضرورة التطعيم ضد المرض، لمن يسافرون من وإلى الدول التي ما زال يوجد بها المرض. وفي عام 1967م بدأت منظمة الصحة العالمية التي تعتبر إحدى وكالات هيئة الأممالمتحدة برنامجاً للتخلص من الجدري تماماً. وفي ذلك الوقت، أصاب المرض أكثر من 30 دولة في إفريقيا وآسيا، وأمريكا الجنوبية، واشترك ما يزيد على 700 طبيب وممرضة وعالم وغيرهم من الموظفين الذين يعملون بمنظمة الصحة العالمية، مع حوالي 200.000 عامل في مجال الصحة في الدول المصابة في محاربة المرض. كونوا فرقاً للتطعيم، سافرت من قرية لأخرى وفتشوا المنازل بحثاً عن حالات الجدري. وتم عزل الضحايا وتطعيم كل شخص له صلة بهم. لقاح ضد الفيروسات الانفلونزا نتيجة الاصابة بالفيروس