يتم طرح قضايا حيوية عبر تلك الصفحة الزراعية الأسبوعية ، أو في الصفحات الاقتصادية بشكل عام في صحيفتنا المتميزة دوماً "جريدة الرياض" التي نهنئها بذلك التفوق وتلك الريادة على الصعيد العربي ، ولكن لابد من التنويه بمسائل غذائية ، وعدم إغفالها رأيت من المناسب طرحها ، فالعسل كما تعلمون عبارة عن مادة حلوة لزجة ذات نكهة ورائحة عطرية، تجمعها شغالات نحل العسل من رحيق أزهار النباتات والأشجار وتحولها إلى سائل سكري مركز كثيف القوام ( يسمى العسل ) وتخزنه في الأقراص الشمعية لتستعمله النحل في غذائه، ومن أسماء العسل ( السوى ، الحافظ الأمين، الشهد) والعرب قديماً أول من أطلق عليه قديماً بالحافظ الأمين لأنه يحفظ اللحوم لكي تبقى طويلاًَ محتفظة بطعمها الطبيعي وقد استعملته الأمم السابقة كالإغريق والرومان والفرس ولقي العسل اهتمامًا كبيراً في معظم العصور المختلفة إلى يومنا الحاضر وبعد أن ذكر الله النحل في القرآن الكريم وأفراد سورة كاملة باسم النحل وذكر الشراب المختلف الألوان الذي يخرج من بطونها قال تعالى( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرن). الآية 67-69 من سورة النحل. ومن هنا ندرك سر الاهتمام الشعبي الواسع لدى غالبية الشعوب منذ أقدم العصور باعتباره غذاء ودواء. وفي تجربة قام بها الدكتور وليام بيترسون أخصائي أمراض الحساسية بجامعة بولاية أوكلاهوما بأمريكا أن عسل النحل أكثر فاعلية بنسبة 90% لعلاج بعض أعراض الحساسية بشرط أن يكون خاماً أي ( عسل بشمعة) لأنه يحتوي على الغبار وحبوب اللقاح الذي يسببان 90% من أمراض الحساسية وقد أجرى تجاربه على 22 ألف مريض بإعطاء كل منهم ملعقة صغيرة من العسل يوميا مع استعمال العقاقير الطبية المساعدة ويجب أن يكون العسل من منطقة لا تبعد عن مكان المريض بأكثر من 20 كيلو متر أي من نفس المنطقة التي تحتوي على غبار وحبوب لقاح نفس البيئة وتكون الجرعة مقننة ( ملعقة صغيرة يومياً لا أكثر) إذ أن الزيادة من العسل تحدث أثرًا عكسياً سيئاً ... انتهى. وأود أن أورد بعض النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار عند استعمال العسل لكي يستفيد الجسم منه : 1. أخذ ملعقة صغيرة على الريق مع شرب ماء بارد في أيام الصيف أو شرب أي مشروب دافئ نسبياً شتاء مع الأخذ بعين الاعتبار أن المشروب يكون خالياً من التحلية الصناعية. 2. عدم أكل أي مادة حلوة مع العسل وتأخيرها إلى آخر النهار مثل التمر والفواكه. 3. أخذ العسل بشهده ( عسل بالشمعة) يسمى عسل خام أكثر فائدة من العسل المفروز. 4. يفضل الاحتفاظ بالشمع المكشوط من أقراص العسل ولا يرمى واستعماله لأنه يحتوي على مواد وكميات كثيرة من الفيتامينات والأنزيمات والغرويات التي مصدرها من رحيق النباتات والباقي من الإفرازات الفكية للنحلة كما تشير بذلك الأبحاث الخاصة بإنتاج العسل. 5. يُفضل عدم تصفية العسل وذلك عبر المناخل الدقيقة لأنه يؤثر على جودة العسل كما يفضل عدم تعريض أقراص العسل في حالة الفرز إلى أشعة الشمس المباشرة كما يحدث من نحالي جبال السروات. 6. التبلور أو الترمل أو التحبب في العسل هي صفة طبيعية في أغلب أنواع العسل حسب المصدر الزهري ، فعلى سبيل المثال ، يوجد في المملكة العربية السعودية أعسال تتبلور مثل عسل البرسيم والشفلح ودوار الشمس وأشجار البرسوبس في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية وأعسال الشرم والضهياء والطباق والزعتر البري ( المجرى ) في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة . ولذا رغبت في طرح ذلك الموضوع حيث تناول غذاء سليم وفق أسس علمية ! *باحث تربية النحل ونباتات العسل جامعة الملك سعود