يتساءل كثيرٌ من الناس عن حقيقة وجود نوع من العسل (دايت) Light مناسب لمرضى السكري أو ممن يتبعون رجيماً أو نظاماً غذائياً معيناً أو لخفض الوزن لديهم ويعتقدون أن عسل النحل منتج صناعي ممكن أن يتم تركيبه حسب الحاجة كإدخال سكريات بديلة تعطي طاقة أقل (منخفض السعرات الحرارية) مثل المشروبات الغازية أو بعض المربيات وخلافه وهنا أبدي وجهة نظري أن عسل النحل تجمعه شغالات النحل من رحيق الأزهار أو من الثمار أو تغذية صناعية (سكريات) فأفضلها العسل الناتج من رحيق الأزهار وحتى الأزهار تختلف حسب نوعها وموقعها ومصدرها الأزهار البرية والجبلية ليست مثل الغابات أو المزارع والتي قد يوجد فيها ثمار فتصبح مثل التغذية الصناعية أو ملوثات مثل المبيدات فعسل النحل الناتج من أزهار النباتات يختلف تركيبه حسب نوع النباتات ومحتواها من المركبات الأخرى وخاصة الإنزيمات فقد ينتج لديك عسل نسبة الجلوكوز فيه عالية جداً نتيجة تغذية النحل على جلوكوز تجاري فقط أو على ثمار العنب محتواها سكر الجلوكوز فقط وهذا النوع من السكريات الأحادية يحتاج لأنسولين لإدخاله للخلية إضافة إلى أن سكر الدم جلوكوز فينتقل مباشرة وغير مناسب لمرضى السكري والحمية، وقد ينتج لديك عسل عالي الفركتوز نتيجة تغذية على شراب الذرة عالي الفركتوز صحيح أن الفركتوز لا يتم تمثيله في الجسم كاملاً من خلال (الايض) ولا يحتاج لأنسولين لإدخاله للخلية لكن ناتج من تغذية صناعية فليست الفائدة كاملة ويعتبر عسلاً رديء الجودة أو عسلاً ناتجا من تغذية صناعية على سكريات أخرى أو خليطٌ منها أو ثمار تحتوي على سكريات. فإذا القينا الضوء على تركيب عسل النحل الكيميائي فهو يحتوي على 75٪ - 80٪ منه سكريات يمثل الجلوكوز فيها 35٪، والفركتوز (سكر الفواكهة)، 40 - 45٪، وسكر السكروز 3٪ إضافة إلى العديد من السكريات مثل المالتوز والسكريات العديدة فهذه ليست دائماً ثابتة كما أن هذه النسب ثابتة لكل أنواع العسل ولكل نوع من أنواع العسل له تركيبة خاصة تعتمد على نوعية الرحيق وتنوع المصادر الزهرية وطرق تربية النحل والتغذية الصناعية على محاليل سكرية للنحل إضافة إلى بعض العوامل الأخرى إذ قد تحصل على عسل نسبة سكر الجلوكوز فيه عالية إذا غُذي النحل على جلوكوز أو ثمار العنب وهذا عدو لدود لمريض السكري وقد تحصل على عسل نسبة سكر الفركتوز فيه عالية إذا غُذي النحل على رحيق الأزهار وأعطي فترة كافية لنضج العسل فهذا قد يناسب بعض مرضى السكري وخاصة النوع الثاني غير المعتمد على الأنسولين لأن سكر الفواكه (الفركتوز) لا يتم تمثيله كاملاً في الجسم كما أنه لا يحتاج إلى الأنسولين لإدخاله إلى الخلايا ومناسب للحمية، ملعقة العسل (21 جم) تعطي من السعرات الحرارية ما مقداره 68 سعراً حرارياً أي أقل من التفاحة الواحدة وأقل من 3 تمرات متوسطة وأقل من حبة موز إذاً كمية السعرات الحرارية ليست بالأمر المخيف إذاً لماذا الأطباء يحذرون مريض السكري من العسل بينما يسمح للمريض بتناول التمر ولو كانت 3 تمرات والتي هي تعطي طاقة أكثر من ملعقة العسل. مريض السكري قد يتناول أكثر من 10 تمرات وأرزاً وفواكه إلخ وهذا طبعاً فيه شيء من العشوائية وعدم الالتزام بالحمية. وعسل النحل ليس هو المسؤول عن رفع نسبة السكر في الدم فالدهون اخطر من العسل في تأثيرها. وفي بحث أجري على مجموعة من المتطوعين تم إعطاؤهم لمدة ستة شهور عسل النحل والحليب فقط وبعد انتهاء المدة لم يفقدوا من أوزانهم شيئاً فقط حدث نقص لديهم بفيتامين ج (Vit: C) فلو تناول برتقالة يومياً لكفى فالعسل مع الحليب مكملان لبعضهما البعض بما يحتويانه من كربوهيدرات ودهون وبروتين وهي العناصر الرئيسية وما يحتويانه من فيتامينات ومعادن وأحماض أمينية وأحماض دهنية طبعاً هذه تجربة أثبتت أن العسل مكمل للحليب من ناحية تغذوية. اتباع الحمية لغرض إنقاص الوزن تتطلب تعقلاً وعدم تهور باتباع حمية شديدة القسوة فتؤثر على صحة الإنسان فإذا ادخل العسل من ضمن الحمية قد يستغرب البعض العسل 70٪ منه سكريات ويزيد الوزن لكن نقول العسل غذاء ودواء واتباع الحمية قد يعرض الجسم لبعض الأمراض العضوية نتيجة انخفاض المناعة فعسل النحل يحصن الجسم ويرفع المناعة ويخلص الجسم من السموم فالعسل الطبيعي طارد للسموم بمساعدته أجهزة الجسم مثل الكبد والكُلى على التخلص من بعض السميات ولإثبات أنواع العسل المناسبة للرجيم أو الحمية لا بد من التأكد من أن هذا النوع من العسل طبيعي وتغذية النحل على زهور وليس تغذية صناعية بالسكر أو الثمار كما أنه يجري بحث على مجموعة من الناس متطوعين لمعرفة مؤشر السكري وهو مدى تأثيره على ارتفاع جلوكوز الدم كما يتم مقارنته مع أغذية أخرى وحساب الطاقة التي نتحصل عليها من كل 100 جم من العسل بناءً على تحليل العسل وتحديد مكوناته ونوعية السكريات فيه ونسبة الرطوبة ولا يوجد نوع من العسل ينقص الوزن كما يدعي البعض ولكن قد يفضل نوع من العسل على نوع آخر بناءً على تركيبه ومصدره الزهري وكمية الطاقة التي يمد الجسم بها بناءً على تركيبه فلو تناول الشخص عسل النحل يومياً 3 مرات مع اتباع حمية معينة وخاصة الابتعاد عن الدهون والكربوهيدرات والنشويات والفاكهة ذات السعرات الحرارية العالية مثل العنب والموز وما في حكمها بالطبع سوف ينخفض الوزن. ٭ دكتوراه في الخواص العلاجية للعسل ومنتجات النحل