على مقربة من الطريق الدولي وتحديدا جنوبي إسكان قوى الأمن الداخلي في عرعر، تقبع خيمة صحراوية صغيرة تجاور شبكا من الأسلاك، توحي للرائي من بعيد أنها حوش للأغنام أو الإبل، وما أن تقترب حتى يفاجئك منظر مناحل تسكنها مئات الآلاف من النحل، تنتج العسل والشمع الأحمر والأسود والأبيض رغم عدم وجود البيئة المعروفة التي يتطلبها النحل في أي مكان. في هذا المكان الذي يعد نائيا، وقف الموظف المتقاعد مبارك نايف العنزي بالقرب من خلايا النحل، تحدث لنا عن فكرته في تربية النحل في هذا المكان «منذ أكثر من ثلاث سنوات، كان ابني موسى يعاني من آلام بسبب ثقب في القلب منذ ولادته، واضطررت إلى علاجه عن طريق العسل»، ويضيف «ولأنني اضطررت لجلب خلية نحل من أجل علاج ابني، اخترت هذا المكان الذي تشاهدونه لوضع الخلية ونصبت خيمة وسورت المكان بالشبك حتى لا يقترب منه أحد، ثم تكاثر النحل إلى عشرات الآلاف ثم مئات الآلاف، وأصبح النحل ينتج العسل بكميات كبيرة، وأصبحت المسألة بالنسبة لي مصدر رزق بعد التقاعد». وأشار العنزي إلى أنه يواجه صعوبات في ظل عدم وجود أرض خاصة «يمكن أن تعينني على تربية النحل بإنشاء مزرعة خاصة، وأتمنى على البلدية أو الزراعة مساعدتي في الحصول على ترخيص وقطعة أرض أتمكن من خلالها العمل بكل راحة». الغريب في حكاية المتقاعد العنزي، أن النحل الذي يعمل على تربيته لا يتغذى على الزهور والورود، بل يعيش على ثمار نبات الحنظل وهو النبات الصحراوي شديد المرارة، وعلى أعشاب صحراوية أخرى مثل الشفلح والعفينة والنفل والخزامى. وأوضح العنزي أن النحل خاصة «يطير لأكثر من أربعين كم ثم يعود إلى خلاياه في هذه الخيمة الصحراوية».