علنت السلطة الفلسطينية أمس أن وفوداً عنها ستتوجه إلى دول العالم لحثها على التخفيف من أزمتها المالية. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إنه «جرى تشكيل فريق كامل للتوجه إلى العديد من العواصم والاتصال مع مسؤولي الدول العربية والأوروبية والآسيوية والإفريقية لإطلاعهم على عمق الأزمة المالية وضرورة مساعدتنا.» وأضاف أن اتصالات تجرى مع الصين وروسيا لحثهما على التدخل لمنع المزيد من تصاعد الأزمة المالية التي تواجهها السلطة. كما أن السلطة ستطلب اجتماعا طارئا للجنة فلسطين في منظمة دول عدم الانحياز للطلب من أعضائها تقديم دعم مالي فوري لمواجهة الأزمة المالية «التي تعصف بنا». وتواجه السلطة الفلسطينية عجزا بأكثر من مليار دولار في موازنتها العامة وأجبرت على الاستدانة من البنوك المحلية لصرف جزء من رواتب موظفيها المتأخرة منذ الشهر الماضي. ونتجت هذه الأزمة عن نقص شديد فى المساعدات الخارجية للسلطة الفلسطينية التي تشكل ثلثي موازنتها خاصة من الولاياتالمتحدة والدول العربية. وقال المالكي إن «فلسطين الآن محاصرة مالياً وتواجه أزمة عاصفة وكبيرة وعميقة وأصبحت أكثر عمقاً نتيجة الإجراءات الإسرائيلية من جهة وخذلان الدول العربية وعدم الوفاء بالتزاماتهم تجاه السلطة الفلسطينية من جهة أخرى.»-على حد تعبيره- ورأى المالكي أن عدم تنفيذ التعهد العربي المتكرر بتوفير شبكة أمان شهرية للسلطة الفلسطينية بقيمة 100 مليون دولار «يظهر أن الأمة العربية في حالة تراجع هائل بخصوص القضية الفلسطينية.» وقررت دولة الإحتلال الإسرائيلية بداية هذا الشهر حجز أموال عائدات الضرائب التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية وتتجاوز مليار دولار سنويا ردا على حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 من الشهر الماضي رغم معارضة كل من الولاياتالمتحدة و(إسرائيل). وحذر عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية من أن الوضع المالي الحالي للسلطة الفلسطينية «يجعلها في موقف انهيار». واتهم اشتية، في تصريحات للإذاعة الرسمية، الدول العربية بالمشاركة في حصار السلطة الفلسطينية ماليا رغم تعهداتهم بتوفير شبكة أمان شهرية لها قبل التوجه للأمم المتحدة. وقال اشتية: «من العار الحديث عن شبكات أمان عربية ولم يدفع قرش واحد للسلطة، وبالتالي لا يعقل استمرار الوضع الحالي ونحن لا ندافع عن فلسطين فقط نحن في رأس الحربة بحماية الدول العربية.»