نجا فريق النصر من خسارة محققة أمام الاتحاد على أرض ملعب الشرائع بمكة، بعد أن اضطر لخوض لقاء صعب منقوصا من ثلاثة لاعبين مهمين اثنان منهم أجنبيان يشكلان قوة كبيرة في منطقتي الوسط والهجوم هما المصري حسني عبدربه والكولمبي جيمي أيوفي؛ بالإضافة إلى المدافع الأيمن خالد الغامدي الذي بات ركيزة مهمة في المنطقة الخلفية، ويعتمد عليه بصورة واضحة في تنفيذ الخطط الهجومية وتشكيل جبهة من الجهة اليمنى، وأدت هذه الغيابات العناصرية مع الطريقة التي اختارها الجهاز الفني لغياب نصراوي فني داخل الميدان، فقد اختار الأورجواني كارينو اللعب على المضمون عائدا بلاعبيه للمناطق الخلفية للدفاع عن مرمى عبدالله العنزي؛ دون أن يكون لفريقه أي توجهات هجومية ما جعل دفاع النصر حراسته تحت ضغط شديد، وعلى مقربة من سهام الفرص الاتحادية المتناثرة التي أهدرها نايف هزازي والشربيني والمولد، ولو وفق المهاجمون في استثمار شيء مما أتيح لهم في ظل تسليم كارينو مفاتيح المواجهة باكرا لمنافسه لكانت النقاط الثلاث في جعبة الاتحاديين. وفي حين سهل المدافع الأوزبكي شوكت على الاتحاديين مهمة هزِّ الشباك النصراوية التي استعصت عليهم طويلا برعونته وإعاقته المهاجم هزازي في مكان يمكن التعامل فيه بهدوء؛ اختار شوكت لغة متهورة سببت ركلة جزاء نتج عنها هدف محمد نور، وهذا الهدف برأيي كان من مصلحة جماهير النصر وكل من يحب رؤية الفريق "الأصفر" في صورة جميلة تنبذ الدفاع الصرف وتعرف لغة الهجوم، فقد شاهد الجميع بعد هدف التقدم الاتحاد فريقا نصراويا مختلفا ترك مواقعه وتوجه نحو مهاجمة منافسه في الجزء الأخير من الشوط الثاني، البحث عن التعديل والتغييرات التي لجأ إليها المدرب كارينو والفرص الجيدة التي توفرت للمهاجمين أوصلت الفريق لمبتغاه بتعديل النتيجة سريعا، بهدف جميل من السهلاوي، وكان قريبا من الفوز؛ مما يؤكد أن النصر كان حذرا من منافسه أكثر مما يجب، ومتخوفا أكثر من اللازم، والسيناريو الأخير يؤكد أن النصر حتى وهو منقوص من لاعبين مؤثرين جدا من شأنه أن يقف النِّد للند مع أي منافس في الدوري مهما كانت ظروفه، وما مباراته مع الأهلي على الملعب ذاته في ربع نهائي كأس ولي العهد،التي تجاوزها بعد أن كان متأخرا بهدف مع افتقاده لأكثر من لاعب مهم إلا دليل على ذلك. النصر يقدم هذا الموسم مستويات كبيرة، ويكتسب بعد كل مباراة جديدا سيضيف للاعبيه في المستقبل القريب، يؤكد يوما بعد آخر أنه يعيش أفضل مراحله منذ سنوات، هو لا يكسب دائما؛ لكنه مهما تكالبت عليه الظروف لا يخسر بسهولة، وحين يقول مدربه بعد نهاية مباراة أول أمس: "فريق لا تستطيع أن تكسبه، يجب أن لا تخسر منه"، فإني لا أرى أن الاتحاد كان فريقا تصعب هزيمته، ولم يكن النصر غير قادر على في ذلك المساء على الخروج فائزا، أظن أن كارينو الذي صنع نقلة فنية وعلى صعيد الروح المعنوية والعمل الجماعي يستحق كل عبارات الثناء التي يتلقاها منذ قدومه لكن في الوقت ذاته كان بإمكان فريقه الخروج بنتيجة أفضل.