انتزع الاتحاد بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال ضاربا موعدا لملاقاة الهلال في الدور المقبل من المسابقة. وجاء تأهل الاتحاد عقب تعادله 1/1 أمس مع النصر على استاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة، مستفيدا من أفضلية التسجيل خارج الأرض، حيث خرج متعادلا في لقاء الذهاب الذي أقيم في الرياض 3/3. وكان النصر البادئ بالتسجيل أمس من كرة بعيدة أطلقها محترفه الأسترالي جون ماكين في الدقيقة 53، قبل أن يعود نايف هزازي ليدرك التعادل لفريقه من كرة رأسية في الدقيقة 66. وعلى عكس المنتظر كان الاتحاد البادئ بالضغط منذ بداية اللقاء، فيما كان يتوقع أن تأتي البداية الهجومية من جانب النصر على اعتبار أنه بحاجة إلى الفوز بأي نتيجة، أو على الأقل التعادل بحصيلة تهديفية لا تقل عن ثلاثة أهداف، بعدما انتهت مباراة الذهاب بين الطرفين بثلاثة أهداف لكل منهما. وفرض لاعبو الاتحاد باقتدار حصاراً محكماً على الفريق النصراوي الذي تراجع لاعبوه قريبا من منطقة جزائهم لمقاومة المد الاتحادي، والضغط المتواصل على مواقعهم الخلفية، وهو الضغط الذي أسفر عن عدد من الفرص التي لم يستغلها لاعبو الاتحاد، وكانت أبرزها تسديدة نايف هزازي التي تصدى لها الحارس خالد راضي، والهجمة التي تجاوز فيها سلطان النمري قائد النصر حسين عبدالغني إلا أنه سدد كرة ضعيفة بين أحضان راضي. وانتظر النصر مضي ربع ساعة حتى نجح في تنظيم أول هجمة على المرمى الاتحادي، وذلك بعد كرة عرضية أطلقها الظهير الأيمن أحمد الدوخي أبعدها راشد الرهيب قبل أن تصل إلى رأس المهاجم المتمركز أمام المرمى الاتحادي ريان بلال. وفي غمرة الاندفاع الاتحادي أرسل لاعب الوسط النصراوي خالد الزيلعي كرة متقنة لزميله المحترف الكويتي بدر المطوع الذي كان في وضع انفراد بالمرمى الاتحادي، إلا أنه فضل تمريرها لزميله ريان بلال الذي لم يتوقعها لتأخد الكرة طريقها إلى خارج الملعب. وأمام الانتفاضة النصراوية المحدودة عاد الاتحاد ليقبض على زمام المبادرة، وكانت أجمل الفرص كرة تبادلها ثلاثي الهجوم الاتحادي محمد نور ونايف هزازي وسلطان النمري سددها الأخير قوية مرت إلى جوار القائم بعد أن انتزعت آهات الجماهير لجمال تنفيذ الجملة الفنية. كما انطلق راشد الرهيب بهجمة جميلة في العمق وتبادل ثنائية مع هزازي لكن كرته ذهبت ضعيفة إلى جوار القائم الأيسر لمرمى النصر. واضطر مدرب الاتحاد، البلجيكي ديمتري إلى إجراء تغيير إجباري في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، فسحب لاعب الوسط سلطان النمري الذي تعرض لإصابة ودفع بالمهاجم عبدالملك زيايه. وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع الذي احتسبه حكم اللقاء سدد نايف هزازي كرة رأسية علت العارضة، وختمت جملة الهجمات الاتحادية المهدرة في الشوط الأول. ومع بداية الشوط الثاني أبعد حارس النصر خالد راضي كرة خطيرة للاتحاد أطلقها الجزائري عبدالملك زيايه لترتد للنصراوي أحمد الدوخي فأرسلها متقنة على رأس ريان بلال الذي حولها مرت قريبا من المرمى. وشكلت تسديدة بعيدة لمحترف النصر الأسترالي جوناثان ماكين من خارج منطقة الجزاء نقطة تحول حينما سكنت أعلى الزاوية اليمنى لمرمى حارس الاتحاد مبروك زايد في الدقيقة 53. وأحس الاتحاد بالخطر، فاندفع بكل قواه إلى الهجوم طلبا للتعديل، وسط تراجع النصر، واعتماده على الهجمات المرتدة السريعة التي شكلت إزعاجا للدفاع الاتحادي في ظل سرعة الكويتي بدر المطوع. ونجح الاتحاد في إدراك التعادل، عندما ارتقى هزازي لكرة عرضية مرسلة من راشد الرهيب ولعبها في أقصى الزاوية اليمنى لحارس النصر خالد راضي (66). وتخلى الفريقان بعد التعادل عن التحفظ الدفاعي، واعتمدا على الاندفاع الهجومي، وبدا هذا الأسلوب مناسبا أكثر للنصر المطالب بالفوز، فيما كان سلاحا ذا حدين من جانب الاتحاد الذي يكفيه التعادل، إلا أن لاعبيه كانوا يخشون هدفا قاتلا في الدقائق الأخيرة يضعهم خارج الحسابات، فبحثوا بكل جهدهم عن هدف تأمين. ورمى مدرب النصر جوميز بكافة أوراقه الهجومية بإدخال ثنائي المقدمة سعد الحارثي ومحمد السهلاوي بديلين لريان بلال وخالد الزيلعي، كما سحب لاعب المحور الدفاعي الأسترالي جون ماكين ودفع بلاعب الوسط المتقدم عبدالرحمن القحطاني رغبة في الوصول إلى مرمى الاتحاد، فيما اضطر مدرب الاتحاد إلى إجراء تغيير بسحب المهاجم المصاب نايف هزازي والدفع بلاعب الوسط مناف أبوشقير لقفل منطقة المناورة على وسط النصر، والاعتماد على الهجمات المرتدة التي كانت ترسل لعبدالملك زيايه الذي شكل مصدر الخطورة الاتحادية على المرمى النصراوي. وحاول النصر في الدقائق الأخيرة إلا أن الاتحاد نجح في المحافظة على التعادل الذي أهله إلى نصف نهائي المسابقة بأفضلية التسجيل في أرض المنافس.