اعلن مسؤولون افغان ان اربعة شرطيين افغانا قتلوا امس في هجوم شنه مقاتلو طالبان في جنوب البلاد بتسهيل من مؤيد للمتمردين تسلل الى قوات الامن. وقال الناطق باسم الشرطة الافغانية فريد احمد ايل ان المتمردين هاجموا قبل الفجر مفوضية للشرطة في تارين كوت الاقليم النائي في ولاية اروزغان، والقوا النار على الشرطيين اثناء نومهم. واضاف انه يشتبه بان شرطيا فر مع المتمردين مدفوعا من قبل طالبان للتسلل الى قوات الامن. وقال ان "هذا الرجل لديه علاقات مع طالبان وساعدهم في مهاجمة المفوضية. اتصل بهم ليدعوهم الى شن الهجوم قبل الفجر بينما كان عناصر الشرطة الآخرين نائمين". واكد الناطق باسم الولاية عبد الله همت الحادث واتهم جاسوسا من طالبان بتسهيل الهجوم. واوضح ان احد المتمردين اعتقل بعد تبادل لاطلاق النار خلال الهجوم الذي اسفر عن سقوط جريحين ايضا. ومنذ بداية العام قتل نحو ستين جنديا من حلف شمال الاطلسي برصاص مسلحين يرتدون بزات الجيش او الشرطة الافغانيين في ظاهرة غير مسبوقة تثير قلق قوات التحالف. وادى تزايد "الهجمات من الداخل" الى جو من عدم الثقة بين الجنود الاجانب وحلفائهم والافغان. وينسب الحلف جزءا كبيرا من هذه الهجمات الى فروق ثقافية لكنه يعترف بان ربعها ناجم عن اختراق المتمردين الافغان لقوات الامن الافغانية. على صعيد متصل قال أبناء شرطية أفغانية متهمة بقتل مدرب أمريكي بمقر قيادة الشرطة في كابول إن والدتهم تعاني مرضا نفسيا وإن الفقر دفعها إلى اليأس القاتل. وقالت السلطات إن الشرطية تدعى نرجس رضائي مؤمن اباد وعمرها 40 عاما وإنها جدة ولها ثلاثة أبناء وجاءت من إيران قبل عشرة أعوام وتزوجت أفغانيا. وفي صباح يوم الاثنين الماضي قامت نرجس بحشو مسدس بالرصاص في دورة مياه بمقر الشرطة وخبأت السلاح في وشاحها الطويل ثم أطلقت النار على مدرب أمريكي للشرطة لتصبح على الأرجح أول امرأة أفغانية تنفذ مثل هذا الهجوم. وحاولت نرجس أيضا إطلاق النار على مسؤولين بالشرطة بعد قتل الأمريكي غير أن الحظ كان حليفهم وتعطل مسدسها. ويجري التحقيق مع زوجها أيضا. وروى ابنها سيد (16 عاما) وابنتها فاطمة (13 عاما) كيف أنهما حاولا الاتصال بوالديهما مئة مرة بعد إذاعة نبأ إطلاق النار وانتظرا عودتها إلى البيت. وتحدث الاثنان عن تقلبات نرجس المزاجية الحادة وكيف أنها كانت تضربهم أحيانا بل وأشهرت لهما سكينا ذات مرة. غير أنهما قالا إنها كانت تعاني دائما فقرا مدقعا. وقال سيد في مقابلة جرت بمنزل الأسرة "كانت تشكو عادة من الفقر. كانت تشتكي إلى والدي من أحوالنا وكانت تقول إن أبي فقير." وكان بجانبه على الأرض الوصفات الطبية الخاصة بوالدته وكيس مليء بأقراص حاولت بلعها قبل شهر لإنهاء حياتها. وقال سيد إن أمه قطعت في مرة أخرى شريان معصمها بشفرة حادة. ولم تظهر بالحي الذي يقطنونه أي آثار للمساعدات الغربية التي تتدفق على أفغانستان منذ الإطاحة بحركة طالبان في عام 2001 وتقدر بمليارات الدولارات كما لم يظهر أي أثر لاستثمارات حكومية. وأفغانستان واحدة من أشد دول العالم فقرا ويعيش ثلث سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة تحت خط الفقر. وقال أبناء نرجس إن والدتهما لم تنتقد يوما الوجود الأمريكي في أفغانستان ولا حكومة الرئيس حامد كرزاي. وأصيب جارهم محمد إسماعيل كوهستاني بالذهول عندما سمع في الراديو أن المسؤولين يبحثون في سجل هاتف نرجس لتحديد ما إذا كانت القاعدة أو حركة طالبان قد أجرت عملية غسيل مخ لها. غير أنه قال إنه كان على دراية تامة بمشكلاتها النفسية وكثيرا ما سمع صراخها في وجه زوجها الذي لا تجلب له وظيفته المتدنية في وحدة التحقيق في الجرائم بالشرطة سوى دخل قليل. وكثيرا ما كانت فاطمة تلجأ إلى منزل كوهستاني عندما لا تطيق سلوك أمها. وقالت الابنة والدموع في عينيها "لم تكن تكرهنا ولكنها عادة ما تغضب ولا تتحدث إلينا." والهجوم الذي نفذته نرجس هو الهجوم الثاني والعشرون الذي يهاجم فيه أفراد من القوات الأفغانية غربيين يعملون معهم وذلك منذ بداية العام الجاري.