قال أبناء شرطية أفغانية متهمة بقتل مدرب أمريكي بمقر قيادة الشرطة في كابول ل"رويترز"، إن والدتهم تعاني مرضاً نفسياً وإن الفقر دفعها إلى اليأس القاتل. وقالت السلطات إن الشرطية تدعى نرجس رضائي مؤمن آباد وعمرها 40 عاماً، وإنها جدة ولها ثلاثة أبناء وجاءت من إيران قبل عشرة أعوام وتزوجت أفغانيا. وفي صباح يوم الإثنين الماضي، قامت نرجس بحشو مسدس بالرصاص في دورة مياه بمقر الشرطة وخبأت السلاح في وشاحها الطويل، ثم أطلقت النار على مدرب أمريكي للشرطة؛ لتصبح على الأرجح أول امرأة أفغانية تنفذ مثل هذا الهجوم. وحاولت نرجس أيضا إطلاق النار على مسؤولين بالشرطة بعد قتل الأمريكي، غير أن الحظ كان حليفهم وتعطل مسدسها، ويجري التحقيق مع زوجها أيضا. وروى ابنها سيد (16 عاماً) وابنتها فاطمة (13 عاماً)، كيف أنهما حاولا الاتصال بوالدتهما مائة مرة بعد إذاعة نبأ إطلاق النار، وانتظرا عودتها إلى البيت. وتحدث الاثنان عن تقلبات نرجس المزاجية الحادة، وكيف أنها كانت تضربهما أحياناً، بل وأشهرت لهما سكيناً ذات مرة، غير أنهما قالا إنها كانت تعاني دائماً فقراً مدقعاً. وقال سيد في مقابلة جرت بمنزل الأسرة: "كانت تشكو عادة من الفقر. كانت تشتكي إلى والدي من أحوالنا وكانت تقول إن أبي فقير". وكان بجانبه على الأرض الوصفات الطبية الخاصة بوالدته وكيس مليء بأقراص حاولت بلعها قبل شهر لإنهاء حياتها، وقال سيد إن أمه قطعت في مرة أخرى شريان معصمها بشفرة حادة. ولم تظهر بالحي الذي يقطنونه أي آثار للمساعدات الغربية، التي تتدفق على أفغانستان منذ الإطاحة بحركة طالبان في عام 2001 وتقدر بمليارات الدولارات، كما لم يظهر أي أثر لاستثمارات حكومية. وأفغانستان واحدة من أشد دول العالم فقراً ويعيش ثلث سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة تحت خط الفقر. وقال أبناء نرجس إن والدتهما لم تنتقد يوماً الوجود الأمريكي في أفغانستان ولا حكومة الرئيس حامد كرزاي. وأصيب جارهم محمد إسماعيل كوهستاني بالذهول عندما سمع في الراديو أن المسؤولين يبحثون في سجل هاتف نرجس لتحديد ما إذا كانت القاعدة أو حركة طالبان قد أجرت عملية غسيل مخ لها. غير أنه قال إنه كان على دراية تامة بمشكلاتها النفسية وكثيراً ما سمع صراخها في وجه زوجها الذي لا تجلب له وظيفته المتدنية في وحدة التحقيق في الجرائم بالشرطة سوى دخل قليل. وكثيراً ما كانت فاطمة تلجأ إلى منزل كوهستاني عندما لا تطيق سلوك أمها. وقالت الابنة والدموع في عينيها: "لم تكن تكرهنا ولكنها عادة ما تغضب ولا تتحدث إلينا". والهجوم الذي نفّذته نرجس هو الهجوم الثاني والعشرون الذي يهاجم فيه أفراد من القوات الأفغانية غربيين يعملون معهم وذلك منذ بداية العام الجاري.