ما من شيء في هذا الوجود والكون الواسع إلا وله مراحل تطويرية ألمت به تضفي عليه ماكان ناقصاً ليكتمل وما كان متناقضا ليتلاءم ويؤول إلى ماينبغي له أن يكون، إلا عباءة المرأة ففي أصلها كاملة لا ناقصة ولا متناقضة بل جاءت جلية واضحة، سوداء ساترة،فضفاضة مجردة من الزينة وألوانها ومن الأشكال وإبداعاتها إلى أن ألح مغرضو الفتنة وقالوا: لولا بعض الريش والتطريز المذهب والمناديل المتدلية لما كنت ذات هيبة وتميز ولما كانت عباءتك فستان أعراس!! وأضحت العباءة تقطع طريقا طويلا، غامضا مهتزا ما بين أمر الشريعة فيها وبين ما يضمره مدمنو التعري.. وإلا فما الغايه؟! وقد أخذت العباءة تمر بغايات مشبوهة في الحجم واللون والموديل حتى صارت عبئا على العفيفات القابضات على أوامر الله ورسوله قبض الجمر في راحة اليد متجاهلة تلك المرأة. ما قد تقدح بشراره من فتن تعصف بأعماق الرجال وماستحتمله من أوزار في يوم الحساب. أيتها المرأة ذات الحكمة والعقل الراجح هلا تأملتِ الغاديات الآيبات وهن يتسابقن في الحدائق والأسواق ويقتحمن المتاجر وأوساط الرجال بعباءة لماعة مزركشة وعطر فواح وعينان مكتحلتان كأن لسان حالهن يقول: ها نحن أولاء.. هلا نظرتم إلينا!! وفي وقت أتت العباءة بالنقيض فبدلا من أن تكون وقاية صلبة وحاجزا منيعا يطرد الذئاب ويحمي ما تحته أمست للمفارغين بضاعة ومكسبا، وللخنى وسيلة.. ولو عادت بنا العصور بعيدا لعرفنا وجه التحريم ما بين خلخال القدم وبين عباءة الآن المتطورة إلى فستان.