يقول تشانغ تشون: إن إحدى المهام الحالية هي إدخال الابتكار في خدمات الثقافة العامة، وتسهيل بناء شبكة خدمات ثقافية تغطي المناطق الحضرية والريفية في الصين، ويجب بذل الجهود لتعزيز القوة والقدرة التنافسية الشاملة للشركات الثقافية المملوكة للدولة، وحثها على تعزيز تأثيرها خارج الصين، بزيادة قدرتها التنافسية. إن ما حدث ويحدث في ألمانيا من قبل والصين حالياً وغيرها من الدول يحتم علينا التفكير بعمق في طريقة التفكير التي نسعى من خلالها إلى الخروج من أزماتنا المتسلسلة والمتراكمة من خلال الاستفادة من التجارب الرائدة لاستنهاض الهمم والعمل على تحقيق الآمال والتطلعات. في الصين يبلغ حجم مداخيل صناعة الإعلام والنشر بمفردها ما يعادل 158 مليار دولار وتبلغ مداخيل شنغهاي بمفردها من الصناعات الثقافية ما يعادل 58 مليار دولار وهو ما يعطي مؤشراً لما يمكن أن تحققه الثقافة في اقتصاد أي دولة متى ما تم التأسيس لقطاع ثقافي ربحي حيث إن مساهمة الثقافة في الناتج المحلي الإجمالي الصيني تشكل ما نسبته 2.78% من الناتج المحلي الإجمالي وتسعى لأن تصل مساهمة الثقافة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 8% في العام 2020 ما يؤكد على ما تحققه الثقافة من مداخيل مالية فضلًا عن دور الثقافة الأصيل في نهضة الأمم. إن أولى أولويات الصين لتطوير صناعتها الثقافية تمثلت في إعدادها لخطة انعاش الصناعة الثقافية بفروعها :الابداعات الثقافية،الإنتاج التلفزيوني، والنشر والاعلانات والعروض الفنية والمعارض الثقافية والموضوعات الثقافية والرسوم المتحركة وغيرها وهو ما سهل عليها تقييم الواقع والعمل على ترويج الثقافة الصينية في الخارج من خلال تأسيس أكثر من 300 معهد كونفوشيوسي في أكثر من 90 دولة حول العالم تدرس قرابة 40 مليون طالب. إن المطالبة بتطوير صناعة الثقافة دون ضخ موارد مالية عالية من الدولة قد لاتحقق النتائج المرجوه حيث إن الثقافة باتت صناعة تتطلب ضخ موارد مالية لرفع جودة مخرجاتها ما يساهم في زيادة الطلب عليها.. وما يؤكد ذلك قيام الصين بتأسيس صناديق استثمارية ثقافية، تمثل الأول في صندوق لدعم الصناعة الثقافية الصينية برأس مال تجاوز 3 مليارات دولار لتطوير صناعة الأفلام والإنتاج الإعلامي والخدمات عبر الإنترنت - ما يعني أن الشرق قد ينتج أفلاما بجودة ما تصنعه هوليود حالياً - وصندوق آخر للصناعات الإعلامية برأس مال 317 مليون دولار فضلاً عن استثمارات تقدر ب 300 مليون دولار لتطوير صناعة الفنون الصينية خلال السنوات الخمس القادمة. آن لنا أن نعيد التفكير في واقع البطالة والتفكير بجدية حول واقع الأجيال وقدراتهم الإبداعية والنفسية وصيانتها من التلف الناجم عن سوء أو ضعف الاستخدام، وتطوير واقع الثقافة السعودية وتطوير مساراتها والعائد منها فلابد أن ينظر إليها كاستثمار في الوعي عائده التنمية والاستثمار في المستقبل وعائده للوطن والأجيال، فماذا سنفعل لتغيير الواقع؟