اعلن حلف شمال الاطلسي امس انه رصد اطلاق صواريخ سكود مجددا في سوريا بينما واصل آلاف اللاجئين الفلسطينيين عودتهم الى مخيم اليرموك (جنوبدمشق) الذي غادره بسبب العنف في الايام الماضية نحو مئة الف شخص. من جهته، دان الائتلاف السوري المعارض امس مبادرة ايران لتسوية النزاع في سوريا معتبرا انها محاولة «يائسة» لانقاذ النظام السوري. واعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن «يمكنني ان اؤكد اننا رصدنا اطلاق صواريخ من نوع سكود ونأسف لهذا العمل» بدون ان يوضح متى واين اطلقت الصواريخ. غير ان مصدرا قريبا من الحلف قال انه تم رصدها الخميس. واضاف «اعتبر انها اعمال نظام يائس يقترب من الانهيار»، مشددا على ان «استخدام مثل هذه الصواريخ في سوريا يؤكد ضرورة تأمين حماية فعالة لتركيا». واكد راسموسن ان «هذه الصواريخ الاخيرة لم تبلغ الاراضي التركية لكنها تشكل خطرا ممكنا ولهذا السبب بالتحديد قررت دول الحلف الاطلسي (في الرابع من كانون الاول/ديسمبر) نشر صواريخ باتريوت في تركيا». وفي الوقت نفسه، عاد الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الى مخيم اليرموك في جنوبدمشق الذي ينفض عنه آثار الغارات الجوية والاشتباكات، بحسب ما افاد سكان. وقال السكان انه لا يمكن ملاحظة اي وجود مسلح للمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد الذين حققوا تقدما داخل المخيم في الايام الماضية، او لمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية له. واطلقت دعوات في المخيم امس للمشاركة في صلاة الجمعة في مسجد عبد القادر الحسيني، الذي ازيل الركام من محيطه كما ازيلت آثار الغارة الجوية التي استهدفته الاحد وكانت الاولى من نوعها ضد المخيم وادت الى مقتل ثمانية اشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد عن تعرض المخيم لقصف جوي الثلاثاء ايضا. وكانت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) اعلنت الاربعاء ان نحو مئة الف فلسطيني من اصل 150 الفا يقيمون في المخيم، نزحوا جراء اعمال العنف الاخيرة. وفي نيويورك، دانت الجمعية العامة للامم المتحدة سوريا لانتهاكات حقوق الانسان في قرار غير ملزم تم تبنيه باكثرية 135 صوتا مقابل 12 صوتا بينها روسيا والصين وامتناع 36 عضوا. وكان قرار مماثل العام الفائت حظي بتأييد 122 صوتا فقط. من جهته، فرض مجلس الامن الدولي عقوبات على شركتين ايرانيتين متهمتين بالتورط في تزويد نظام الاسد بالسلاح في النزاع الدائر في سوريا منذ 21 شهرا. وذكر دبلوماسيون ان السلطات التركية اعترضت شحنات اسلحة نظمتها «ياس اير» لنظام الاسد في 2011. وفي الاطار نفسه، رأى الائتلاف السوري المعارض ان المبادرة الايرانية التي تقع في ست نقاط وتنص خصوصا على «وقف اعمال العنف» واجراء «حوار وطني» بين النظام والمعارضة، «تمثل نموذجا لهذه المحاولات اليائسة لالقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة».واضاف ان ايران ما زالت تقدم «طروحات لا تحمل حلا حقيقيا يوقف نزيف الدم الغزير في سوريا ولا تعترف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي الذي يريد وهو النظام الحر الديمقراطي الكامل». وتابع انه «على النظام الايراني ان يفكر جديا بمستقبل علاقات الشعبين السوري والايراني. فالنظام الذي يؤيده ساقط والشعب السوري باق ما بقيت الحياة». ميدانيا، تدور اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين في الاحياء الجنوبية في دمشق، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال ان الاشتباكات تدور «على اطراف حيي التضامن والحجر الاسود»، ترافقها اصوات انفجارات. وفي ريف دمشق الذي يشهد حملة عسكرية واسعة منذ مدة، تدور اشتباكات في محيط مدينتي داريا ومعضمية الشام. وفي حلب (شمال) التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من خمسة اشهر، افاد مصدر عسكري سوري ان المقاتلين المعارضين استهدفوا ليل الخميس الجمعة مربضا للمدفعية يجاور مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء في غرب المدينة. ونقل عن المصدر قوله ان «مسلحين من المعارضة حاولوا استهداف مربض للمدفعية بجانب الفرع الامني، عبر التسلل من خلال محوري غرب كفرا حمرا والمستودعات في جمعية الزهراء»، مشيرا الى ان «العناصر المكلفة بحماية الموقع نجحت في صد الهجوم، موقعة في صفوف المسلحين اصابات بالغة». وفي محافظة حمص (وسط)، قصف الطيران الحربي السوري منطقتي جوبر والسلطانية تزامنا مع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين وحواجز للقوات النظامية بينما في محافظة حماة (وسط) «لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في قرى الرصيف والجنين وسهل الغاب». وادت اعمال العنف الخميس الى مقتل 134 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف انحاء سوريا. واحصى المرصد سقوط اكثر من 44 الف شخص في النزاع المستمر منذ 21 شهرا.