ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان صباح أمس الجمعة أنهَّا وثقت مقتل 128 شخصًا في أعمال عنف بأنحاء متفرِّقة من البلاد أمس. وقالت الشبكة: إن من بين القتلى 12 طفلاً و9 نساء وقتل 11 تحت التعذيب. وأوضحت أن معظم القتلى سقطوا في محافظات درعا وحماة وحلب. من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن اشتباكات دارت أمس الجمعة بين القوات النظاميَّة السورية والمقاتلين المعارضين في الأحياء الجنوبيَّة في دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإِنسان. وقال المرصد في بريد إلكتروني: إن الاشتباكات دارت بين القوات النظاميَّة ومقاتلين من عدَّة كتائب مقاتلة على أطراف حيي التضامن والحجر الأسود، ترافقها أصوات انفجارات. وفي ريف دمشق الذي يشهد حملة عسكريَّة واسعة منذ مدة، وتدور اشتباكات في محيط مدينتي داريا ومعضمية الشام، بحسب المرصد الذي أفاد أن مقاتلين معارضين هاجموا كتيبة للقوات النظاميَّة في الرحبة واستوَّلوا على قذائف وأسلحة خفيفة. وفي حلب التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من خمسة أشهر، أفاد مصدر عسكري سوري أن المقاتلين المعارضين استهدفوا ليل الخميس الجمعة مربضًا للمدفعية يجاور مقر المخابرات الجويَّة في حي الزهراء في غرب المدينة. ونقل مراسل فرانس برس عن المصدر قوله: إن مسلحين من المعارضة حاولوا استهداف مربض للمدفعية بجانب الفرع الأمني، عبر التسلَّل من خلال محوري غرب كفرا حمرا والمستودعات في جمعية الزهراء، مشيرًا إلى أن العناصر المكلفة بحماية الموقع نجحت في صد الهجوم، موقعة في صفوف المسلحين إصابات بليغة. وقال سكان في المنطقة: إن الاشتباكات كانت عنيفة واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة. وفي محافظة حمص، قصف الطيران الحربي السوري منطقتي جوبر والسلطانية تزامنًا مع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين وحواجز للقوات النظاميَّة. وفي محافظة حماة، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين القوات النظاميَّة ومقاتلين من عدَّة كتائب مقاتلة في قرى الرصيف والجنين وسهل الغاب. وكان المقاتلون المعارضون بدؤوا منذ الأحد هجومًا واسعًا على معظم حواجز القوات النظاميَّة في ريف حماة. سياسيًّا دان الائتلاف السوري المعارض أمس الجمعة مبادرة إيران لتسوية النزاع في سوريا، معتبرًا أنهَّا محاولة يائسة لإلقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة. وقال الائتلاف أكبر تحالف للمعارضة السورية مع توالي تحقيق قوى الشعب السوري الحرة انتصارات سياسيَّة وعسكريَّة حاسمة يتوالى إطلاق مبادرات سياسيَّة باهتة ومتأخرة من قبل النظام نفسه ومن القوى المؤيدة له. وأضاف أن المبادرة الإيرانية تمثِّل نموذجًا لهذه المحاولات اليائسة لإلقاء طوق النجاة لسفينة النظام السوري الغارقة لا محالة. وقدَّمت إيران تفاصيل خطة للخروج من الأزمة في سوريا تقع في ست نقاط وتنص خصوصًا على وقف أعمال العنف وإجراء حوار وطني بين النظام السوري والمعارضة. لكن مجموعات المعارضة ترفض أيّ مشاركة إيرانية في مساعي الحل مما يعكس وجهة نظر الغرب وبعض الدول العربيَّة أن إيران لا يمكن أن تكون وسيطًا بسبب دعمها الثابت للنظام السوري. كما ترفض المعارضة أيّ حوار مع السلطة وتشترط رحيل الرئيس بشار الأسد أولاً. وأضاف أن المبادرة الإيرانية تزعم الحرص على حياة الشعب السوري ووحدته واستقلاله ولا شكَّ أن النظام الإيراني قادر على المساهمة في تحقيق الشعب السوري لطموحاته ومصالحه العليا وذلك بالتوَّقف عن دعم نظام الأسد سياسيًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وفي الضغط على هذا النظام ليرحل بأسرع وقت. ورأى الائتلاف أن نظام طهران ما زال يُعدُّ هذه الثورة العظيمة مُجرَّد خلاف سياسي بين طرفين. كما رأى أن إيران ما زالت تقدم طروحات لا تحمل حلاً حقيقيًّا يوقف نزيف الدَّم الغزير في سورية ولا تعترف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار نظامه السياسي الذي يريد وهو النظام الحر الديمقراطي الكامل.