وما المانع؟. كل الزملاء الذين شاهدوا الفيلم في مهرجان دبي السينمائي طرحوا هذا السؤال بعد نهاية العرض:لم لا يعرض فيلم "وجدة" في مدينة الرياض أو جدة؟ لم لا يُسمح للسعوديين أن يشاهدوا أفلامهم داخل بلادهم بعد أن جابت أرجاء المعمورة وحازت الجوائز من مختلف المهرجانات؟. هذا السؤال تلقيته أيضاً من عدد كبير من القراء والمهتمين بالسينما السعودية بعد القراءة التي كتبتها عن "وجدة" ونشرت في الرياض الثلاثاء الماضي. رسائل إلكترونية لبريد القسم، ولبريدي الخاص، ولحسابي في تويتر، كلها تسأل عن كيفية مشاهدة الفيلم داخل السعودية، وبعضهم طلب التواصل المباشر مع مخرجة الفيلم هيفاء المنصور وعبر عن رغبته في شراء نسخة من الفيلم بالمبلغ الذي تحدده الشركة المنتجة، أما أشد اليائسين حتى من الحصول على نسخة أصلية فقد أعلن عن أمنيته بقرصنة "وجدة" ورفعه إلى شبكة الإنترنت!. فما الداعي لكل هذا العناء؟. ولماذا يكون السعودي آخر من يشاهد الأفلام التي تتحدث عنه وعن واقعه وقضاياه؟. منذ نحو عشر سنوات والسعوديون يسمعون عن أفلام سعودية تحقق الجوائز في المهرجانات الدولية دون أن يمتلكوا أملاً بأن يشاهدوها في يوم من الأيام، مكتفين بالقراءة عنها في الصحف ومواقع الإنترنت. قبل "وجدة" هناك فيلم "عايش" لعبدالله آل عياف وفيلم "القندرجي" لعهد كامل وفيلم "شروق وغروب" لمحمد الظاهري وفيلم "وينك" لعبدالعزيز النجيم وأفلام سعودية أخرى رفعت اسم المملكة عالياً ونالت الاعتراف من مهرجانات سينمائية دولية ومع ذلك لم يشاهدها إلا قلة قليلة من الإعلاميين والمهتمين، أما عموم السعوديين الذين لم تصنع هذه الأفلام إلا من أجلهم فلا يجرؤون على مجرد الحلم بمشاهدتها يوماً.. ولماذا؟.. لا أحد يدري. نجدد السؤال ونوجهه هذه المرة إلى وزارة الثقافة والإعلام وجمعية الثقافة والفنون،لأنهما الجهتان المعنيتان بالاحتفاء بأي منجز دولي فني يسجل باسم المملكة العربية السعودية:أليس من واجبهما تكريم هيفاء المنصور في أمسية فنية يتخللها عرض للفيلم أسوة بتكريم العديد من المبدعين السعوديين الذين حققوا جوائز دولية، مثل عبده خال؟. إن من شأن حفل كهذا أن يعطي أملاً للسعوديين بأن يشاهدوا فيلم "وجدة" على أرضهم بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم عربي. هذا دور وزارة الثقافة والإعلام، كما هو دور جمعية الثقافة والفنون، والمأمول منهما كبير في تنظيم عرض لفيلم "وجدة" داخل السعودية، ونحن لا نطالب بالمستحيل، ولا نسعى لتسجيل سابقة جديدة، فقد سبق أن احتضنت المملكة عروضاً لأفلام سعودية طويلة مثل "ظلال الصمت" و"مناحي" و"صباح الليل" وبتصريح رسمي من الجهات المعنية، فلم لا يتكرر الأمر مع فيلم "وجدة"؟.