تعالي مع البحرِ .. لاشاطئا يحتويني ولا مرفأ غير لمعة عينيك فالملحُ يقرضُ ذاكرتي كلما عبرتني المراكبُ للشرقِ .. هيا تعالي أمدّ على ساعديك الليالي فنسأل ماحيلة الموج حين تنادي عليه السماء ونبحث عن ناقلٍ للمطر...إنها الريح سيرة وجهي..على شفتيك اختصار الحضارات.. قيلَ خالٌ صغيرٌ كبُرْ ...! تعالي هنا كل شيء تكرّرَ إلاّكِ..أنتِ الولادةُ والموتُ.. أنتِ المسافةُ والصوتُ.. أنت الحقيقة والغيب.. أنت الطهارة والذنب.. أنتِ السفرْ..! *** لم أكن غيرَ طفلٍ.. قيل هذا انتهى وجهه الساحليُّ انتظارًا..فمأواه هذا الرصيف يغني الظلال به ثم يمضي على عتبات الحكايا.. فلا يدرك الليل منه الصباح ... قيلَ حلمٌ سفاحْ ...! أنا هاهنا كنت وحدي..ولم تلبسي غير ثوبي القديم ... تعالي هنا .. ظفرنا بنا .. كل شيء لنا .. نفيقُ غدا في الزوايا نفتّش عن ظلنا المستباحْ ...! ** ومن أنتِ قال لي الليل.. قلتُ ومن أنتَ.. قال أنا الليل قلتُ وتلك هي الكون..فاذهب وإلا تعقّبكَ الصبحُ في راحتيها... مضى عابسًا وانتهيت إليك ..!