شن الطيران الحربي السوري أمس للمرة الأولى غارة جوية على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوبدمشق، في وقت أعلنت فيه قيادات في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة أنها أصدرت أوامر باعتقال الأمين العام للجبهة أحمد جبريل الذي تردد أنه غادر سورية إلى إيران أو بيروت، فيما دارت اشتباكات وقصف على أحياء في عدد من المدن أسفرت عن سقوط 54 شخصا، بينهم 24 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد "نفذت طائرة حربية غارة جوية على محيط مستشفى الباسل وحي الجاعونة في مخيم اليرموك"، مشيرا إلى أن الغارة أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص، وأن العدد مرشح للزيادة. من جهتهم، قال سكان في المخيم إن صاروخا استهدف مسجد عبدالقادر الحسيني الذي يؤوي 600 نازح من أحياء دمشقالجنوبية، مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. وأظهر شريط فيديو بثه المرصد على موقع "يوتيوب" حطاما على طريق أسفلتية بينما يهرع المصور وأشخاص آخرون إلى المكان المستهدف وسط صيحات "الله أكبر" و"يا ألله". وفي ما يبدو أنه الباحة الخارجية للمسجد، يتجمع أشخاص حول عدد من الجثث الموزعة على الأرض والدرج المؤدي إلى المسجد نفسه. وأشار المرصد إلى أن الغارة كانت واحدة من ست غارات شنها الطيران الحربي أمس على مناطق في جنوبدمشق، إضافة إلى اليرموك، حيي الحجر الأسود والعسالي. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "القوات النظامية تشعر بحاجة إلى تعزيز حملتها للقضاء على المقاتلين المعارضين في جنوبدمشق، ولا يمكنها محاربتهم من دون اللجوء إلى قوتها الجوية". وقال المرصد إن اشتباكات مستمرة منذ 48 ساعة تدور في الحجر الأسود وعلى أطراف المخيم "بين مقاتلين من اللجان الشعبية في اليرموك التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة" وهي فصيل موال لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، و"مقاتلين من كتائب عدة مقاتلة بينهم فلسطينيون". وبقي نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني في سورية لمدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر منذ 21 شهرا، لكن الاشتباكات الجديدة دخلت على خط الأزمة، رغم دعوات دولية لعدم تورط اللاجئين الفلسطينيين في الأزمة. إلى ذلك، أفاد المرصد بأن مدينة داريا جنوب غرب العاصمة تعرضت للقصف من القوات النظامية، التي تحاول منذ مدة اقتحام هذه المدينة. وألمحت "الهيئة العامة للثورة السورية" إلى "تجدد القصف المدفعي العنيف على مدينة داريا في ريف دمشق، تزامنا مع تحليق الطيران الحربي في سماء المدينة". كما تعرضت مدينة حرستا شمال شرق دمشق والذيابية وعربين للقصف. وفي محافظة حلب (شمال)، دارت اشتباكات بين مقاتلين معارضين ووحدات من القوات النظامية بالقرب من كلية المشاة في ريف المحافظة "إثر قدوم تعزيزات عسكرية إلى المدرسة". وكان المقاتلون المعارضون تمكنوا السبت الماضي من السيطرة على ثلثي هذه الكلية التي يحاصرونها من ثلاثة أسابيع، إثر اشتباكات عنيفة حصدت عشرات القتلى من الطرفين، بحسب المرصد. وأحصى المرصد سقوط أكثر من 43 ألف قتيل في النزاع المستمر منذ 21 شهرا.