لا أعلم إن كان الحديث الذي فجّر من خلاله المحامي القانوني عمر الخولي الأجواء الرياضية وحرك به مزيداً من الأجواء الملتهبة بنادي الاتحاد من خلال تصريحه بتلقيه رشوة من أحد أعضاء شرف الاتحاد هو وعضو آخر معه من أجل الانسحاب من إدارة اللواء محمد بن داخل السابقة حتى ينحل المجلس قانونياً إلى آخر الحديث الذي قاله عبر أكثر من وسيلة إعلامية، قد جاء من واقع الحرص والغيرة على مستقبل الرياضة السعودية بشكل عام والاتحاد بشكل خاص وفي هذا التوقيت الذي جاء (بعد الهنا بسنة) أم أنّ ما قام به هو نتاج متغيرات مرحلة قادمة فرضت عليه الخروج في هذا التوقيت لمحاولة التأجيج وارتداء قميص ظاهره الغيرة والحرص على مستقبل الاتحاد كاتحادي وباطنه الحسرة والألم على نقلة استثمارية قادمة في تاريخ النادي دون أن يكون في المشهد؟، لنفترض جدلا أن ما قام به من واقع الغيرة والحرص على الكيان وحرص منه على عدم دخوله في منزلق خطير مادياً ربما تدخله في دهاليز تضر بمستقبله في المرحلة المقبلة السؤال القائم: فلماذا لم تنشط مثل هذه الغيرة عند حدوث عرض الرشوة لكي يقطع من خلالها دابر أيُّ شك ربما يطوله وعدم السكوت عليها حتى هذا التوقيت التي ربما يفقد به كثيراً مما فقده عندما كان على أحد أعضاء الإدارة السابقة حين لّوح باستقالته أكثر من مرّة احتجاجاً على الأوضاع التي مرّ بها النادي في تلك الفترة ؟! الفتح يعكس المعادلة الخطوات المتسارعة التي يسير عليها نادي الفتح منذ تأسيسه إلى الآن يعطينا التأكيد على أنّ المال وحده لا يصنع كل شيء فالمتتبع للفريق في مسيرته ضمن أندية دوري زين للمحترفين وما وصل إليه عام بعد آخر من كسب احترام وتقدير الجميع يدرك حجم العمل الممنهج والمؤسس الذي سارت عليه إدارته الحالية برئاسة المهندس عبد العزيز العفالق كناد نموذجي يسير وفق الإستراتيجية التي رسمتها الإدارة منذ تنصيبها، فربما لا يعلم الكثيرون أن جُل ألعاب الفتح المختلفة في الدوريات الممتازة منذ اعوام طويلة بل وتنافس ولكنها لم تكن كفيلة بإظهار اسم النادي إعلامياً وإظهاره للجماهير الرياضية كواحد من الأندية التي تسير بخطى ثابتة وتتصاعد في كل موسم، في هذا الموسم ظهر الفريق بصورة أكثر بريقاً من الاعوام الماضية من خلال قراءة لكل متغيرات المنافسات على مستوى كرة القدم فكان الاستقرار الفني والإداري هو مربط الفرس، في مباراة المنافسة على صدارة الدوري أمام الهلال صاحب العدّة والعتاد ظهرت إمكاناته الطبيعية فحقق الفوز مقرونة بالمتعة وجمال الأداء والروح بميزانية ربما لا تتجاوز عقد لاعب واحد في بعض الأندية صاحبة الضخ الشرفي المالي الكبير والتي تجاوزت ميزانياتها حاجز ال100 مليون بأن النجاح لا يصنعه الميزانية الكبيرة دائماً. وقفة أخيرة * إن لم يستطع الاتحاديون حل مشكلة العقم الهجومي بجلب مهاجمين أجنبيين في الفترة الشتوية والاستفادة من العروض التي ربما تصل لنايف هزازي أو إعارته فسيبقى الحال على ماهو عليه!