إن عدم اتخاذك لقرار هو في حد ذاته اتخاذ قرار، وإذا لم تخطط اليوم وفق الظروف الحالية والمستقبلية وقراءتك الجيدة للأحداث فإنك لن تستطيع تحقيق النجاح غدا فعدم القدرة على التخطيط هو تخطيط بحد ذاته للسقوط الحتمي في مغبة القيادة الحقيقية، هكذا استقينا من علم الإدارة الحديثة وهكذا ترعرعنا عليه، ولو أردنا أن نقيس تلك المفاهيم الإدارية على ما يدور داخل نادي الاتحاد لوجدنا الفوارق البسيطة تنخر في قوام الإدارة الاتحادية دون هوادة، فلا تزال الدهشة تسكن أذهاننا لما يتعرض له هذا النادي والتساؤلات الساخنة تهب علينا من كل الزوايا ماذا حدث..؟ وماذا سيحدث..؟ ومن المتسبب في النكسة (المصطنعة) التي يعيشها نادي الوطن؟ ولأننا مؤمنين تماما بأن العمل الناجح ينطلق من الإدارة والفشل حصيلة لاجتهادات خاطئة، فمن الطبيعي أن تنصب المسؤولية كاملة على عاتق إدارة النادي برئاسة الدكتور خالد المرزوقي، فالمثالية وحدها لا تكفي لسلامة قطف الورد من بين الأشواك، ولضمان عدم تساقط أوراق التوت من الغصن الاتحادي المثمر، لذلك يتحمل طبيب القلوب المسؤولية كوضع طبيعي لموقعه على سدة الرئاسة الاتحادية من خلال تقييم المرحلة السابقة، فتساهل إدارته في فرض سياسة الحزم والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بهذا الكيان وتاريخه والوقوف المتفرج أمام عنفوان تلاطم الأمواج التي أحيطت بالنادي واجتياحها الخطوط الحمراء؛ لتحط رحالها على ضفاف الفريق الأول لكرة القدم دفع ببعض الاتحاديين (ممن عليهم الكلام) بإثارة الزعزعة داخل الفريق وخلق جبهات تنافرية بداية برحيل مدير الكرة السابق حامد البلوي باستقالة غامضة وقبولها دون أن يكشف سعادة الرئيس عن أسبابها أو حتى مناقشتها وتفضيل طمس حقائقها أملا منه أن يصلح الحال، وإنما حدث العكس.. (انقسام مرتب) في عمق الفريق من عدة جبهات داخلية وخارجية ونظرا وللاستمرار تلك السياسة أصبح البيت الاتحادي عرضة لكل (من يده له) من قبل أطراف من المفترض لا علاقة لهم بالنهج الذي يعمل به، فالإعلام أصبح منظرا ومسددا سهامه كيفما اتفق في الجسد الاتحادي، وممررا ما يريد تمريره بداعي الغيرة وما أدراك ما الغيرة، والإداري مفتٍ في الذي يعنيه وما لا يعنيه، والعضو الشرفي منتقما عبر حملات تناحرية بعضها معلن كما حدث مع الرئيس الشرفي السابق طلعت لامي الذي لم ينجح في لملمة الاتحاديين وتفرغ للقدح هنا وهناك، ودخوله في معركة إعلامية تجادلية ضد أنصار منصور البلوي وبعضها خفي، (وما يحدث في الخفاء أشد وأمر) من شرفيين مماثلين للامي، واللاعبين يتمخطرون هنا وهناك منساقين خلف توجهات شرفية هدفها إسقاط الإدارة تمخضت عن إرهاصات خنقت الروح داخلهم، فلم يعد الاتحاد ذلك الفريق الذي عرف منذ سنين قدرته على تجاوز الأزمات وإنما بات يغرق في (شبر ميه) من الإشكاليات، بعدم وجود إدارة تفرض شخصيتها، حرك (الإناء) بين أعضائها، فمنهم من حرص على عمل كل شيء لوحده ومنهم من يريد أن يؤخذ برأيه في الشاردة والواردة ومنهم من فتح خطوطا سرية مع أعضاء شرف لنقل كل ما يدور في النادي بالصوت والصورة، وآخرين في قطيعة من أمرهم بسبب مرافقة فريق كرة القدم وإن كنت (أستثني أمين عام النادي محمد اليامي فهو العضو الوحيد الذي أثبت براءته من خلال تصديه للكثير من الأزمات ولم يخف رأسه في الرمل كما فعل البعض) فصمت الإدارة دون أن تحرك ساكنا لوضع حد أمام من بحث عن نفسه ونسي الاتحاد بحجة المثالية غير المبررة أسقطها في معركة غير متكافئة الأطراف خاضتها دون أن تجد العون الشرفي أو القانوني ليدفع ثمنها الجمهور الاتحادي بفقدان الدوري وربما بطولات أخرى في الطريق، فالجميع مدان أمام ذلك الجمهور والجميع مشترك فيما وصل إليه الحال في ناديهم الوقور.