ما يحدث في نادي الاتحاد هذه الأيام من اتهامات وملاسنات وارتفاع للأصوات بين عضو الشرف منصور البلوي، ورئيس هيئة أعضاء الشرف المكلف طلعت لامي، هو نوع من لعبة \"شد الحبل\" بين الاثنين. بعد اعتذار الأمير خالد بن فهد عن الاستمرار رئيساً لهيئة أعضاء الشرف ظهرت هذه الأصوات، حيث عمل خلال فترة وجوده على رأس الهرم الشرفي على \"تحجيم\" هؤلاء، ليس من زاوية المكانة الاجتماعية فحسب، وإنما لحرصه على ألاّ تفلت الأمور. والقارئ الجيد للأوضاع الاتحادية قد لا يفوته توقيت اعتذار الأمير خالد بن فهد عن الاستمرار، وهو الذي كان أكثر الاتحاديين تحمساً للانتخابات الرئاسية، وحظي ملف الترشيحات باهتمام بالغ منه، ليأتي ويعلن انسحابه قبل أن ينتهي من مشروعه الذي بدأه. ولا شك أن اعتذار الأمير خالد بن فهد عن تكملة مشروعه الكبير الذي أراد أن يؤسس له في نادي الاتحاد، والذي يعتمد في الأساس على إعادة \"اتحاد الاتحاد\"، وخلق أجواء صحية داخل ناد كثرت فيه الصراعات، والتنافس على من هو صاحب النفوذ يثير التساؤلات. تلك معادلة من الصعب حلها، وربما أصبح كل من يردد أن الاتحاد لا يمكن أن يسير دون أن تكون أجواؤه صاخبة، ودرجة غليانه عالية، محق فيما ذهب إليه، وتلك يراها الاتحاديون ميزة لناد يتباهون بكونه \"نادياً شعبياً\"، ما يعني أن كل منتم لهذا النادي له الحق في رسم الخطوط العريضة له. ربما كان ذلك مقبولاً في زمن سابق، وفي سنوات ماضية، لكنه في ظل العمل المؤسساتي لا يمكن أن تدار أي مؤسسة وفق الأهواء والرغبات والعاطفة، وخصوصاً في الأندية الرياضية التي تعمل الآن وفق استراتيجيات وعمل منظم، ليس للاجتهاد مكان فيه. كنت قد استمعت لمداخلة البلوي مع برنامج \"عناوين\" في القناة الرياضية، وتوقعت أن يزف من خلال اتصاله للجماهير الاتحادية خبر سداد ديون ال18 مليون ريال. لكن توقعاتي لم تكن في محلها، حيث زفّ أبو ثامر لجمهور ناديه خبر قرب تعاقد الاتحاد مع لاعب أفريقي يلعب في الدوري الأوروبي، وتساءلت وقتها، هل وصلت الثقة لدى منصور البلوي باعتبار بيان التهديد الذي أصدرته لجنة الاحتراف \"عادياً جداً\"، وغير مقلق إلى الدرجة التي يعلن فيها فضائياً، أن اللاعب الجديد سيصل بعد ليلتين. اللافت أن الردود والتعليقات الاتحادية جاءت متفقة على أن لجنة الاحتراف تكيل بمكيالين، مع الإقرار بما جاء في بيان اللجنة. هناك في شارع التحلية، عادت اللجنة المكلفة باختيار اللاعبين الأجانب، والتي ضمت الخبيرين، وجدي الطويل ويوسف عنبر، دون أن يتبعهما الإعلان عن أسماء بقية اللاعبين الأجانب، وهذا التردد الذي يعيشه الأهلي في هذا الوقت، سبق أن عاشه الموسم الماضي والذي قبله، والنتيجة واحدة. كان الأهلي أول الفرق المحلية التي صيفت مبكراً، وكان أول الأندية تخطيطاً، وكان أولها تحديداً لأهدافه، وكان أول من فتح أبواب المفاوضات، ومع ذلك فهو الآن آخر الفرق التي لم تنته من إغلاق ملف اللاعبين الأجانب، رغم تشكيل اللجان، وإرسال خبراء الاكتشافات إلى أمريكا الجنوبية. يقول يوسف عنبر، إنهم رفعوا بأسماء اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار لإدارة النادي، والإدارة المشرفة، ويضيف: اخترنا لاعبين وفق الإمكانات المتاحة، وضع تحت هذه الجملة الأخيرة ألف خط!!. وإذا كان التردد الأهلاوي سيستمر طويلاً، فأنا أنصحهم بفتح خط مباشر مع الأهلي المصري، للتعاقد مع اللاعب المصري الكبير محمد أبو تريكة، أحد أبرز نجوم الكرة المصرية، فقد قالها صريحة في تصريح صحفي إنه يريد أن يكون قريباً من مكة.