ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري يخوض معارك عنيفة السبت مع مقاتلي المعارضة في احياء جنوبدمشق ويعزز قواته لاقتحام بلدة داريا القريبة المحاصرة منذ شهر. وقال المرصد ان معارك تجري في مخيم اليرموك جنوبدمشق، حيث يتواجه مقاتلو المعارضة مع جنود ومقاتلين فلسطينيين موالين للنظام. وانفجرت قنبلتان ليلا في حي القدم (جنوب) بينما اصابت قذائف اليرموك وبرزة (شمال دمشق). وتمثل داريا ضاحية فقيرة للسنة ومعقلا لجماعة "جبهة النصرة" الإسلامية المعارضة المدرجة على القائمة السوداء الأمريكية ل "المنظمات الإرهابية". وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد تسعى حثيثا من اجل تضييق الخناق على المنطقة. واضاف في تصريحات إن: "داريا هي الأقرب لمطار المزة العسكري، الذي يشكل حاليا المنشأة الوحيدة التي يستخدمها مسؤولو النظام والقوات للخروج من العاصمة ودخولها". ودارت المعارك في الآونة الأخيرة بين قوات المعارضة والجيش داخل وحول دمشق، ما زاد احتمال خسارة الأسد لسيطرته على العاصمة. ويعتقد أن المعارضة تسيطر على عدة مناطق قرب مطار دمشق. ويصعب التحقق من الأنباء الواردة من سورية، حيث منع النظام أغلب وسائل الإعلام الأجنبية من دخول البلاد منذ بدء الاضطربات في آذار/مارس العام الماضي. ومن ناحية أخرى، أكد سفراء روسيا والصين وسوريا وإيران لدى لبنان خلال اجتماع في بيروت على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الإضرابات المستمرة منذ 21 شهرا في سوريا. من جانبه حمل وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال اجتماعه امس مع وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، الغرب مسؤولية ما تعانيه بلاده نتيجة العقوبات المفروضة عليها وطالب بإلغائها. وذكرت قناة "الاخبارية" السورية ان المعلم شدد خلال اجتماعه الى آموس "على ان العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على سوريا هي المسؤولة عن معاناة المواطنين السوريين". وطالب بان تقوم الأممالمتحدة "بإدانة هذه العقوبات ومطالبة هذه الدول بإلغائها". وحث المعلم المسؤولة الأممية على ان يمتد تعاون الأممالمتحدة إلى مجالات إعادة ترميم وبناء "ما دمرته المجموعات الإرهابية المسلحة من بنى تحتية ومشاف ونحو ذلك". وشدد على رغبة الحكومة السورية بالتنسيق مع الأممالمتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها "ممن لحق بهم الضرر جراء اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة على الممتلكات العامة والخاصة". على صعيد متصل أعلن الأميرال جيمس ستافريديس القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا إن عدداً من صواريخ سكود أطلقت من سوريا وسقطت على مسافة قريبة جداً من الحدود التركية. وأعرب ستافريديس الجمعة على مدونة تابعة للناتو عن قلق الحلف من "نشاط محتمل بصواريخ سكود داخل سوريا"، مشيراً إلى أن صواريخ سكود وهي صواريخ أرض - أرض متوسطة المدى تثير القلق بشكل خاص لأنها قادرة على حمل رؤوس كيميائية". وأضاف أنه "في الأيام القليلة الماضية، أطلق عدد من صواريخ سكود داخل سوريا وكانت موجهة إلى أهداف للمعارضة والعديد منها سقط على مسافة قريبة جداً من الحدود التركية وهو أمر مثير للقلق". وقال الأميرال الأميركي إنه نظراً "إلى الفوضى المستمرة في سوريا، قررت دول الناتو بطلب من تركيا العضو في الحلف نشر صواريخ باتريوت ذات طبيعة دفاعية بحتة على الحدود التركية السورية". ووصف الوضع في سوريا بأنه "فوضوي وخطير"، مضيفاً "ولكن من الواجب علينا الدفاع عن حدود الحلف من أي خطر يأتي من دولة مضطربة". وقال إن الحلف سينشر ست بطاريات باتريوت للمساعدة في حماية المراكز المأهولة في تركيا، وأن الدول التي سترسل البطاريات هي الولاياتالمتحدة وألمانيا وهولندا. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، وقّع قبل يومين على أمر بإرسال بطاريتيّ صواريخ "باتريوت" إلى تركيا بالإضافة إلى 400 عنصر من القوات المسلّحة.