الاعتماد على الأدوية المهدئة * أنا سيدة أبلغ من العمر 46 عاماً، وقد مررتُ بظروف عائلية وزوجية صعبة قبل أكثر من عشر سنوات وراجعت طبيبا نفسيا فصرف لي أدوية متعددة منها دوائان مهدئان من الأدوية،وبجرعات عالية،وللأسف فقد تعوّدت على هذه الأدوية وأصبحت لا أستطيع الاستغناء عن هذه الأدوية،ولكن الطبيب الذي يصف لي هذه الأدوية،وكان طبيباً من إحدى الدول العربية،وبعد أن غادر هذا الطبيب المملكة،وجاء طبيب نفسي،وطلب مني تخفيف الأدوية ولكني لم أستطع،وحصل بيننا مشادة ورفضت ولكن أصرّ الطبيب الجديد على هذا الأمر،وقال لي بأنه لا بد من التخفيف من الأدوية المهدئة ورفض أن يكتب لي الأدوية المهدئة بالجرعة التي كنت أتناولها،وهذا أصابني بإحباط،وحاولت الذهاب إلى أطباء نفسيين آخرين ولكن كانت نفس الأراء من قِبل هؤلاء الأطباء وهذا جعلني ألجأ إلى العيادات الخاصة للحصول على الجرعات التي تعودّت عليها،ولكن أصبح الأمر مرهقاً بالنسبة لي فأنا أذهب إلى المستشفى الحكومي للحصول على جزء من الأدوية المهدئة وبعد ذلك أذهب إلى العيادات النفسية الخاصة،وهناك صعوبات في العيادات الخاصة في كتابة الأدوية وكذلك في الحصول عليها من الصيدليات،حيث لا تتواجد هذه الأدوية إلا في صيدليات معينة وليست متوفرة دائماً،وأصبحت حياتي تدور حول الحصول على هذه الأدوية المهدئة ولا أدري ماذا أفعل في استخدامي لهذه الادوية والتي عجزت عن تخفيفها أو التوقّف عنها كما يرغب الأطباء النفسيون الذين راجعتهم. أرجوك ساعدني في ماذا أعمل،فقد أصبح التفكير في الحصول على هذه الأدوية هاجسي في الليل والنهار؛ أقلق دائماً من أن تنفد من عندي ولأ أجدها في أي مكان،فقد أصبحت هناك صعوبة كبيرة في الحصول على هذه الأدوية المهدئة،وجزاك الله كل خير. س.ع - سيدتي الفاضلة،ما تحدّثتِ عنه من الاعتماد على الأدوية المهدئة، أمرٌ - للأسف الشديد- انتشر في المجتمع بشكلٍ كبير. كثير من المرضى أصبحوا معتمدين على الأدوية المهدئة،وهذه مشكلة صحية حقيقية. للأسف عادةً يبدأ الاعتماد على الأدوية المهدئة من أطباء نفسيين غير سعوديين يعملون في القطاع الخاص أو القطاع العام،ونظراً لأنهم مؤقتون فإنهم يصرفون الأدوية المهدئة بدون أن يفكّروا بأن هؤلاء المرضى سوف يصبحون معتمدين على هذه الأدوية ،وأنهم بعد سفرهم – أي الأطباء النفسيون غير السعوديين- سوف يُعاني المرضى الذين تعودوا على مثل هذه الأدوية المهدئة من صعوبة الحصول على هذه الأدوية،ويجب ألا نُعمم على جميع الأطباء النفسيين غير السعوديين،فهناك أطباء غير سعوديين حذرون جداً ولا يصفون الأدوية المهدئة إلا في أضيق الحدود،لكن هناك قلة تصرف الأدوية المهدئة بكثرة،وأحياناً بناءً على طلب المريض نفسه،وعند بعض ضعاف النفوس يتقاضون مبالغ مقابل كتابة وصفات هذه الأدوية من المرضى أو المدمنين على هذه الأدوية المهدئة. تناول الأدوية النفسية المهدئة يجب أن يكون بحذر،وكذلك يجب على الأطباء صرفه بحذر ولفترةٍ محددة قصيرة وبعد ذلك يتم إيقافه بالتدريج. للأسف هناك أشخاص تعودّوا على تناول هذه الأدوية ولا يرغبون في التخلّص من تعاطي هذه الأدوية والإدمان عليها،وقالت الأبحاث في الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن هناك ارتفاعا كبيرا في نسبة الأشخاص الذين يطلبون العلاج من الأدوية المهدئة،وأن نسبة الإدمان على الأدوية المهدئة هي أكثر أنواع الإدمان ازدياداً في الولاياتالمتحدة خلال السنوات العشر الأخيرة. وتشير الدراسات إلى أن هناك صعوبة في التخلّص من التعّود على الأدوية المهدئة والعلاج من الإدمان عليها. كما ذكرتِ في رسالتك بأن الحصول على الأدوية المهدئة هو الهم الشاغل لكِ وأن حياتك تدور حول كيفية الحصول على هذا الأدوية المهدئة،وهذه إحدى الخصائص للشخص الذي يُعاني من الإدمان،لذلك أرى أن تبدئي في العلاج وتُصري على أن تتخلصي من هذه الأدوية، نعم هناك صعوبة.. بل صعوبة كبيرة في التخلّص من هذه الأدوية لكن لابد أن يكون لديك الرغبة الحقيقية واستعدادك التام لتحمّل بعض الصعوبات الشديدة لكي تصلي إلى شاطئ الأمان.