جاء في خبر لإحدى الصحف "تعمل الشركة الوطنية للمياه على إنشاء أول محطة تعالج مياه الصرف الصحي، وتنتج الكهرباء في جدة، وطاقة محطة المعالجة الجديدة 500 ألف متر مكعب، وستباع المياه المعالجة دون تغيير في التعرفة".. وهذا فيما أعرف أول مشروع إنتاجي مبتكر لشركة المياه، وهو يحقق أكثر من غرض وتترتب عليه أكثر من فائدة، فهو من ناحية يوفر الوقود الذي أصبحنا نهدره، وكأنه سيدوم إلى الأبد، ومن ناحية أخرى قد يعتبر أحسن وأضمن معالجة لمياه الصرف الصحي، ثم إنه سيوفر مياها للمزارع التي تستعمل حاليا مياه صرف صحي غير معالجة، ولكن تبقى هناك مسألة، لا أعرف إذا كانت شركة المياه قد درستها أم لا؟ وهي المصدر الذي يزودها بمياه الصرف، وهي مشكلة تشبه مواقد القمامة التي لا تجد قمامة، فشبكة الصرف الصحي لم تكتمل في جدة، ولا ينتظر أن تكتمل في وقت قريب، خاصة وأن توسع المدينة وامتدادها أسرع من أعمال تمديد الشبكة، ولنا الآن أكثر من خمسين سنة، ونحن نعمل في تنفيذ مشروع الصرف الصحي، والمشكلة هي أنها إذا لم تجد مصدرا للمياه من الشبكة، فستلجأ إلى الصهاريج أو الوايتات، وهي ان فعلت فسنقول لها: من الخير لك أن تتخلي عن المشروع من أن تزعجينا بالوايتات التي تلوث البيئة وتعتبر قذى للعين ورائحة تزكم الأنوف، عدا عن مزاحمتها وتعطيلها للمرور، فهل تفكر شركة المياه مرتين قبل أن تنفذ هذا المشروع؟