فضّل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في حوار له مع وكالة الأنباء الفرنسية عشية زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر يوم 19 ديسمبر الجاري، الالتفاف إلى المستقبل وتجاوز الملفات التي باتت تثقل كاهل العلاقات الفرنسية الجزائرية. ورافع بوتفليقة في الحوار الذي نشر الثلاثاء من أجل "علاقة قوية وديناميكية مع فرنسا مبنية على علاقات متينة ومصالح مشتركة بين الجزائروفرنسا" معربا عن أمله في أن يشّكل وصول هولاند إلى الحكم حقبة جديدة في العلاقات الثنائية بين الجزائروفرنسا المدعوة لأن تتعمق أكثر". ولم يتحدث الرئيس الجزائري عن مطالب ترفعها جهات كثيرة في الجزائر على رأسها وزارة المجاهدين ( قدامى المحاربين ) ذات الصلة بالماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر وضرورة اعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية مفضلا الحديث عن المستقبل عندما قال: "لا بد من استخلاص العبر من تجربتنا الماضية لتصحيح مسار تعاون وشراكة نريدها كاملة على المستوى الفعلي". وعبّر بوتفليقة عن أمله في تجاوز الملفات التي تثقل كاهل 132 سنة من الاستعمار الفرنسي دون أن يحدّد نوعية هذه الملفات بالضبط، لكنه بالمقابل جدد التأكيد على واجب الجزائروفرنسا ومسؤوليتهما أمام شعبيهما للعمل سويا طالما أن الروابط كثيرة بين البلدين. وعن الوضع المتأزم شمال مالي، وفي ردّه على سؤال: "هل تقبل الجزائر أن تقدم فرنسا و الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمها لتطهير شمال مالي من الجماعات الإسلامية المتطرفة على رأسها تنظيم القاعدة وجماعة الوحدة والجهاد في غرب إفريقيا؟، اعتبر بوتفليقة أنه من الطبيعي أن تستفيد دولة مالي من دعم دولي في مجال مكافحة الإرهاب طالما أن الأمر يتعلق بتهديد دولي، مضيفا إن الإرهاب شمال مالي هو تهديد شامل لا جنسية له و لا منطقة و لا انتماء ديني. وجدد بوتفليقة موقف بلاده الداعم للحل السياسي السلمي شمال مالي لكنه لفت أن الجزائر التي تظل متشبثة بمبدأ عدم التدخل في شؤون الغير ستواصل دعمها لحكومة مالي لإنجاح الحل التفاوضي بينها وبين المتمردين في حال أعلن هؤلاء أن لا علاقة لهم بالأعمال الإرهابية والإجرامية التي تشهدها المنطقة.