يقيم التشكيلي ابراهيم الخبراني معرضه الشخصي الأول الذي يحمل عنوان (تجاوز) يوم الاربعاء المقبل، وذلك تحت رعاية سعادة السفير محمد بن أحمد الطيب مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة في قاعة العالمية للفنون الجميلة في جدة؛ حيث سيقدم الخبراني في معرضه (تجاوز) تجربتين منفصلتين الأولى حول المرأة كثيمة تحتل مناخ اللوحة وتحتفي بها مستلهما من بلاغة حضورها أسئلة تثير ذاكرة المتلقي بل وتحرضه على الوقوف على ما يمكن أن تّعبر عنه وتختزله هذه التجربة وفق معطياتها الفكرية والجمالية وبالتالي معرفة ما الذي يحاول الفنان الوصول إليه من خلال هذه التجربة والتي يرى فيها الناقد عبدالعزيز عاشور في قراءة له حول تجربة الخبراني: أنها تفضي هذه التجربة إلى حمولات تتصل بإيقاعات شكلية تعززها طبقات الألوان وعمليات من الحت والكحت وخطوط متضاربة وأشكال تبدو حيوية متناثرة على تضاريس اللوحة حتى أنها توحي مرة بأنها واضحة فيما بعضها يتلاشى كما لو أن هناك حركة مستمرة ساهمت كثيرا في تعزيز صوتها الموسيقي ويعمد الفنان إلى استخدام الألوان النافرة والحارة كالأحمر الصارخ لتشكل في كل الأحوال كتلاً متحركة تعزز من بنية النص البصري الجمالي وتكشف مدى حساسيته في صباغة الوانه والعناية بها ولا يكتفي الخبراني بهذه التقنيات فحسب فقد يلحظ المتلقي مدى بلاغة ضربات الفرشاة الممزوجة وفق علاقات تقنية مفعمة بالخصوصية والبراعة كما يظهر على جدران لوحاته. يقول إبراهيم إن تجربتي التجريدية تذهب إلى تحديد رغبتي بإعادة خلق عالم متخيل تمسك بالتجربة النفسية بشكل علمي وفق مكتسباتي وخبراتي المحسوسة والتخيلية التي تستمد حضورها الجمالي من سيادة الألوان التي استلهم بها أعمالي. ويشير إلى أن الخبراني يعمد الى إبراز صورة المرأة باعتبارها عنصرا أساسيا في المجتمع وباعتبارها رمزا يمكن التعاطي معه من خلال الفن والذائقة البصرية ومن خلال اختزال صورتها الجمالية وفق إشارات وإيقاعات شكلية متبادلة تقع أهم علاماتها في الحوار المشترك والمتبادل بين المرأة ونفسها وهو ما يلاحظه المتلقي في معظم الأعمال كما لو كانت القضية معنية بها كجنس فحسب. أما المجموعة الثانية فإنها تميل إلى التجريدية التي استلهم من طقوسها المتعددة مرفأ حيويتها اللونية التي أبرزت بلاغة حساسيته الجمالية المرهفة وفتنة معطياته التي كرس حضورها وفق العلاقة التي تحتمها عليه اللعبة الجمالية منحازاً إلى دراسات اللون وتحولاته الجمالية التي تتشيأ أثناء تقاربها أو تباعدها على سطوح اللوحة وهو يجيد اختبارها مرة بعد أخرى بل ويعيد ترتيبها وفق ما تمليه عليه حواسه البصرية انه ببساطة يريد إسقاط خصوصيته الذاتية وذائقته مع الألوان وفق مجموعاتها التي تعزز من انتمائها الجمالي لتكتمل لديه منظومة العمل الفني. إن إبراهيم الخبراني أحد الفنانين الشباب الذين تسعى تجاربهم إلى تكريس حضور الفن الجمالي الجاد والواعي برسالته في الواقع المحلي وهو ما تقع فيه تجربة هذا المعرض تحديداً. من أعمال الخبراني الجديدة